سامح شكري :مصر عانت لعقود من ويلات الإرهاب طال مسيحييها ومسلميها

قال وزير الخارجية المصري سامح شكري إن التعددية سنة كونية لا يُمكن إنكارها، بل إنها مصدر للتوازن والثراء، وحبا الله الشرق الأوسط باحتضانه للأديان السماوية الثلاثة وبتنوع غزير وواسع في تراثه الثقافي والحضاري، فكان قلباً للعالم ومحوراً لتاريخه وتفاعلاته. وكان لسكان هذه المنطقة من ذوي الخلفيات العرقية والدينية المختلفة حضوراً مشهوداً في هذه التجربة التاريخية الفريدة.

وأكد شكري خلال كلمته في مؤتمر التعددية الدينية المنعقد في اليونان أن دول الشرق الأوسط وشرق المتوسط شهدت تحديات مشتركة على مدار التاريخ، وصولاً الآن إلى المسؤولية الجماعية في مواجهة الكراهية والعنف والإرهاب، ومن ثم فإن “الحديث عن الحفاظ على التنوع فى ظل ما تعانيه المنطقة من استفحال لظاهرة الإرهاب، ليس ترفاً فكرياً، بل ضرورة حتمية للحفاظ على أمن وسلامة شعوب الشرق الأوسط. ولعل صرخات ضحايا داعش في سوريا والعراق، ومعاناتهم التي لا يمكن وصفها، ينبغي أن تظل تُذكرنا بحجم المسئولية المُلقاة على عاتقنا”.

وتابع شكري “شددت الدولة المصرية في العديد من المناسبات على أن المعالجة الناجعة لهذه التحديات تكمن في الحفاظ على تماسك الدول الوطنية، بما في ذلك في دول المنطقة التي تمر بصراعات، ودعمها فيما تواجهه من ضغوط التفكك والتحلل، ومساندتها في قيامها بمسئولياتها الرئيسية في حماية جميع مواطنيها من العنف والإرهاب، وإفساح المجال لإزدهار قيم المواطنة والعيش المشترك في إطار من الديمقراطية وسيادة القانون”.
وعبر شكري عن القلق البالغ الذي يحدو مصر إتصالاً بالتطورات في عدة بقاع في الشرق الأوسط، وقال “أشارككم مخاوفي إزاء تصاعد التمييز ضد الأقليات الدينية والعرقية في أوروبا بما في ذلك الجاليات العربية والمسلمة، وشيوع التحريض والكراهية في الخطابين السياسي والإعلامي، وهي التوجهات التي تمنح انتصارات مجانية لدعاة الكراهية ووقود يُستخدم لإذكاء المواجهات والاستقطاب”.

ودعا شكري إلى ضرورة إيجاد حل عاجل وعادل للقضية الفلسطينية ومعاناة الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال الأجنبي لا ينبغي أن يغيب عن أي جهد فعال لتغليب قيم الحوار والتسامح والتعايش والعدل، حيث يظل الفشل في معالجة هذه القضية الحيوية مصدراً رئيسياً لتغذية الإحباط واليأس والكراهية.

كما دعا إلى الإقرار أيضاً بالتحديات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية المُقترنة بها على المجتمعات التي تستضيف أعداداً ضخمة من اللاجئين. ولعلكم تدركون أن بعض دول المنطقة، ومن ضمنها مصر، انتصرت لمبادئ الإنسانية وتحملت وتتحمل الكثير من الأعباء في ظل مساندة محدودة من مجتمع دولي أعطت عدد من دوله ظهرها لهذا الوضع الإنساني الصعب.

وقال وزير الخارجية “عانت مصر لعقود من ويلات الإرهاب الذي طال مسيحييها ومسلميها، وكان من أخر حلقاته وأكثرها خسة الهجوم الإرهابي على شهداء الوطن من الشرطة المصرية في الواحات، ومن قبله تفجير الكنيستين القبطيتين صبيحة أحد السعف. ويدفع الشعب المصرى ثمناً باهظاً جراء هذه الشرور المقيتة التي تحاول ضرب الوحدة الوطنية وتمزيق التماسك المُجتمعي”.

وطالب شكري المجتمع الدولي موقفاً واضحاً ومتسقاً ضد الإرهاب، العدو الأول للتنوع والتعايش السلمى في مجتمعاتنا، وكانت السنوات الأخيرة  كفيلة بإبراز أنه لا توجد دولة أو منطقة في العالم بمأمن من الإرهاب، مجددا التأكيد على ضرورة وقف التمويل والدعم السياسى والعسكري واللوجيستي للإرهابيين، وامتناع الدول عن توفير ملاذ آمن لهم أو السماح باستخدام أراضيها أو وسائل الإعلام التي تُبث منها.

وختم شكري حديثه قائلا “مصر خيارها واضح بأن تستمر وطناً للتنوع والتعددية والتعايش السلمي برغم كل التحديات الداخلية والإقليمية. واختتم حديثي اليوم بأن مصر ستظل في طليعة الدول الداعمة لأى جهود صادقة تسعى لإرساء السلام والاستقرار في دول الشرق الأوسط، واحترام التنوع ونبذ الكراهية، ويساعد على تكوين توافق إقليمي لمواجهة التحديات المتصاعدة التى تواجه الشرق الأوسط وشعوبه.

شاهد أيضاً

النزاهة النيابية تشكل لجنة تقصي حقائق لمتابعة عقود محافظة بغداد

أعلنت لجنة النزاهة النيابية، اليوم الخميس 1 حزيران 2023، عن تشكيل لجنة تقصي حقائق لمتابعة …

error: Content is protected !!