“امرأة من زمن آخر”، الكتاب الحادي عشر، للكاتبة الأديبة نوال عباسي

متابعات عمّان – عندما تعنون الكاتبة كتابها بـ”امرأة من زمن آخر”، الذي هو عبارة عن رسائل قصيرة، أو برقيات، وعندما تتمحور معظم تلك الرسائل حول “الحب”، فإنها بالتأكيد تقصد أن رسائلها تلك تنتمي إلى زمن آخر يختلف عن الزمن الذي نعيشه، زمن كان فيه مكان للحب الصادق، للمشاعر الفياضة، والجيّاشة، والنقية، الشيء الذي لم تعد الكاتبة، على ما يبدو، تراه في هذا الزمن، فالحب لديها قيمة عالية تحاول إحياءها، وهي لا تحصره بشكل واحد، بل بالمعنى المطلق له.

“امرأة من زمن آخر”، هو الكتاب الحادي عشر، وآخر إصدارات الكاتبة الأديبة نوال عباسي، وقد صدر أخيرا عن “الآن ناشرون وموزعون”، مشتملا على أكثر من 370 برقية أو رسالة شعرية.

نصوص الكتاب مرتبطة في أغلبها بمنصات التواصل الاجتماعي في شبكة الإنترنت. ولكنها لا تخرج عن اهتمامات الكاتبة، المشغولة بالهم العربي.

حيث يكشف الكتاب انعكاس القضايا العامة على ذات الكاتبة، فحال الأمة الذي لا يسر، جعلها تعاني من الخذلان، وتخافه كما تقول “أمد يدي لأدافع عن قلبي، فمن سيدافع عن ظهري؟”، وفي موطن آخر تقول “خذ الشمس عباءة يا صديقي، ودثرني بها، يكاد يقتلني البرد”، معبرة أيضا “شكرا للقمر، لأنه أغلق شرفته، ورحل”. ربما نلاحظ هنا نبرة الحزن، التي تلامس اليأس لكنها لا تسقط فيه.

 

في نصوص أخرى نجد عباسي تعبّر عن العزة والعنفوان في الحب، لا تقبل أن تحترق وحدها “كفراشة راودها قنديل، اقتربت منك، أحرقتك، واحترقت…”، كما أن الحب عندها معادل للوطن “رسمتك وطنا، وسكنت”.

وهو شيء عظيم يلون الحياة، “رسمت قوس قزح، فأشرق وجهك”، وهو عطاء، وتوحُّد بالآخر “بك، أكون أنا. من لون حبرك، تزرقُّ السماء..”، وهو الهواء الذي نتنفسه “أود أن أتنفسك، أكاد أختنق”.

لكن ورغم العنفوان والعزة اللذين تبديهما في الحب، إلا أن الكاتبة تعود لتعبّر عن شخصية المرأة الشرقية في الحب، التي يكون الحب لديها حد التفاني ونكران الذات تقول “إذا أغمضت عينيك، ستراني على شرفتك ساهرة أحرسك..”، كما تقول أيضا “نام الضجيج في مقلتيك، وأنت ساهر في مقلتي..”، وتارة تعبر عن

الوحدة وقسوتها القاتلة “ما أقسى أن تنتظر ولا ينتظرك أحد!”، فالحب بالنسبة إلى الكاتبة وحدة وارتواء “وإن عطشتُ، سأملأ كأسي من كأسكَ، وسأشربُ، أشرب، حتى أرتوي”.

يذكر أن نوال عباسي وُلدت سنة 1939، صدرت لها عدة مجموعات قصصية وشعرية وكتب في المقالات منها “صدى المحطات”، “ليلة الحناء”، “لحظات هي العمر”، “شاطئ الفيروز” و”امرأة الليلك”.

شاهد أيضاً

يا دار

عصمت شاهين دوسكي يا دار مشيت قرب أطلالكهذه الدار ، دار زمانكفأدمعت العين مآقينايا دار …

error: Content is protected !!