تتوفر العديد من أنواع العلاج، وفي بعض الحالات، يمكن أن يصف طبيب الرعاية الأولية أدوية تخفف من أعراض الاكتئاب، ولكن، يحتاج العديد من المراهقين إلى زيارة طبيب نفسي أو اختصاصي في الطب النفسي أو أحد استشاريي الصحة النفسية الآخرين.
ويكون تناول مزيج من الأدوية مع الإرشاد النفسي (العلاج النفسي) فعالاً جدًا في علاج معظم المراهقين الذين يعانون من الاكتئاب، وإذا كان ابنك المراهق يعاني من اكتئاب حاد أو كان في خطر لإيقاع الأذى بالنفس، فقد يحتاج إلى البقاء في المستشفى أو المشاركة في أحد برامج العلاج في العيادات الخارجية حتى تتحسن الأعراض.
وفيما يلي نظرة فاحصة على خيارات علاج الاكتئاب:
1- الأدوية
نظرًا لأن الدراسات التي أجريت عن آثار مضادات الاكتئاب على المراهقين محدودة، يعتمد الأطباء بشكل أساسي على الأبحاث التي أجريت على البالغين عند وصف الأدوية.
وقد اعتمدت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية اثنين من الأدوية لعلاج الاكتئاب عند المراهقين – وهما فلوكستين (بروزاك) وإسيتالوبرام (ليكسابرو). ومع ذلك، كما هو الحال مع البالغين، يمكن وصف أدوية أخرى وفقًا لتقدير الطبيب (غير الأدوية المخصصة لهذه الحالة)، اعتمادًا على احتياجات المراهق.
تحدث مع طبيب ابنك والصيدلي عن الآثار الجانبية المحتملة، والمقارنة بين الفوائد والمخاطر، وفي بعض الحالات، قد تزول الآثار الجانبية بينما يتكيف الجسم مع الأدوية.
مضادات الاكتئاب وخطر الانتحار
بالرغم من أن مضادات الاكتئاب تكون آمنة بشكل عام عند تناولها حسب الإرشادات، إلا أن إدارة الغذاء والدواء الأمريكية تتطلب أن تحمل جميعها تحذيرات الصندوق الأسود ، وهي التحذيرات الأكثر صرامة بشأن وصفها للعلاج.
وفي بعض الحالات، قد يعاني الأطفال أو المراهقون أو البالغون دون سن الخامسة والعشرين من زيادة الأفكار أو التصرفات الانتحارية عند تناول مضادات الاكتئاب، لا سيما في الأسابيع الأولى القليلة بعد البدء في تناولها أو عند تغيير الجرعة. لذلك، يجب مراقبة من هم في هذه الفئات العمرية عن قرب بواسطة المقربين منهم ومقدمي الرعاية الصحية وغيرهم.
وإذا راودته أفكار انتحارية عند تناول أحد مضادات الاكتئاب، فاتصل بالطبيب على الفور أو احصل على مساعدة طارئة.
وبالنسبة لمعظم المراهقين، فوائد تناول أحد مضادات الاكتئاب تفوق بشكل عام أي مخاطر محتملة، وعلى المدى البعيد، من المحتمل أن تقلل مضادات الاكتئاب من الأفكار أو السلوكيات الانتحارية.
إدارة الأدوية
راقب بدقة استخدام ابنك المراهق للأدوية، ولكي تكون مضادات الاكتئاب فعالة في العلاج، ينبغي أن يتم تناولها باستمرار حسب الجرعة الموصوفة.
ونظرًا لأن الجرعة الزائدة يمكن أن تشكل خطرًا على المراهقين الذين يعانون من الاكتئاب، فقد يصف الطبيب لابنك المراهق كمية قليلة فقط من الحبوب في المرة الواحدة أو يوصي بتوزيع الأدوية بحيث لا يتناول ابنك كمية كبيرة من الحبوب في آن واحد.
التوصل للدواء المناسب
الجميع مختلفون، لذلك فإن إيجاد الدواء المناسب أو الجرعة المناسبة لابنك قد تأخذ بعض محاولات التجربة والخطأ، وهذا يتطلب الصبر، حيث تحتاج بعض الأدوية إلى ثمانية أسابيع أو أكثر لتصل إلى تأثيرها الكامل وكي تقل حدة الآثار الجانبية بينما يتكيف الجسم على الأدوية.
وإذا كان ابنك يعاني من آثار جانبية مزعجة، فلا ينبغي التوقف عن تناول مضاد الاكتئاب دون التحدث إلى الطبيب أولاً، فقد تتسبب بعض مضادات الاكتئاب في الشعور بأعراض الانسحاب ما لم يتم تقليل الجرعة ببطء – وقد يتسبب التوقف عن تناولها فجأة في التفاقم المفاجئ لحالة الاكتئاب.
وإذا لم يبدو العلاج بمضادات الاكتئاب فعالاً، فقد يوصي الطبيب بإجراء اختبار دم يُسمى سيتوكروم بي450 (CYP450) للتحقق من وجود جينات معينة تؤثر على كيفية تعامل الجسم مع مضادات الاكتئاب.
وهذا قد يساعد في تحديد أي نوع من مضادات الاكتئاب قد يكون خيارًا جيدًا. ومع ذلك، فإن هذه الاختبارات الجينية لها حدود وربما لا تكون متاحة على نطاق واسع.
مضادات الاكتئاب والحمل
إذا كانت ابنتك المراهقة حاملاً أو تقوم بالرضاعة الطبيعية، فقد تشكل بعض مضادات الاكتئاب مخاطر صحية متزايدة على الجنين أو الرضيع. وإذا أصبحت ابنتك المراهقة حاملاً أو تخطط للحمل، فتأكد من أن تتحدث إلى طبيبها عن الأدوية المضادة للاكتئاب التي تتناولها والسيطرة على الاكتئاب خلال فترة الحمل.
2- العلاج النفسي
يُعد العلاج النفسي، والذي يُسمى أيضًا بالإرشاد النفسي أو العلاج بالكلام، مصطلحًا عامًا لعلاج الاكتئاب من خلال الحديث عن الاكتئاب والمشكلات المتعلقة به مع مقدم خدمات الصحة النفسية، ويمكن أن يتم العلاج النفسي بشكل فردي أو مع أفراد الأسرة أو في مجموعة.
وخلال هذه الجلسات المنتظمة، يمكن أن يتعلم ابنك المراهق معلومات عن أسباب الاكتئاب وكيفية تحديد السلوكيات أو الأفكار غير الصحية وتغييرها، واستكشاف العلاقات والخبرات وإيجاد سبل أفضل للتكيف مع المشكلات وحلها ووضع أهداف واقعية.
كما يمكن أن يساعد العلاج النفسي على استعادة الشعور بالسعادة والسيطرة ويساعد أيضًا في تخفيف أعراض الاكتئاب مثل اليأس والغضب، ويمكن أيضًا أن يساعد ابنك على التكيف مع إحدى الأزمات أو الصعوبات الأخرى الحالية.
3- دخول المستشفى وبرامج العلاج الأخرى
لدى بعض المراهقين، يكون الاكتئاب شديدًا للغاية لدرجة تستلزم البقاء في المستشفى، وخاصة إذا كان ابنك في خطر لإيقاع الأذى بالنفس أو إيذاء شخص آخر. ويمكن أن يساعد الحصول على العلاج النفسي في المستشفى في إبقاء ابنك هادئًا وآمنًا حتى تتم السيطرة على الأعراض بشكل أفضل.
4- نمط الحياة والعلاجات المنزلية
أنت أفضل داعم لابنك لمساعدته على النجاح، وفيما يلي بعض الخطوات التي يمكنك اتباعها أنت وابنك المراهق والتي قد تساعده:
– التزم بخطة العلاج
تأكد من أن يحضر ابنك جميع الزيارات، حتى إذا لم يشعر أنه يريد الذهاب، وحتى إذا كان ابنك يشعر بأنه على ما يرام، فتأكد من استمراره في تناول الأدوية وفق تعليمات الطبيب.
وإذا توقف عن تناول الأدوية، فقد تعاود أعراض الاكتئاب الظهور مرة أخرى، وقد يتسبب التوقف المفاجئ عن تناولها في الشعور بأعراض شبيهة بأعراض الانسحاب.
– تعرف إلى الاكتئاب
إن التعرف إلى الاكتئاب قد يمنحك وابنك القوة ويحفزه على الالتزام بخطة العلاج، كما يمكن أن يفيدك أنت وغيرك من المقربين التعرف إلى الاكتئاب الذي يعاني منه ابنك المراهق وفهم أنها حالة يمكن علاجها.
– شجع التواصل مع ابنك المراهق
تحدث مع ابنك المراهق حول التغييرات التي تلاحظها عليه، وأكد دعمك غير المشروط له، ووفر له بيئة تمكّنه من مشاركة المخاوف بينما تستمع إليه.
– انتبه لأي علامات تحذيرية
تعاون مع الطبيب أو المعالج الخاص بابنك للتعرف إلى ما قد يثير أعراض الاكتئاب، وضع خطة حتى تعلم أنت وابنك ما يجب القيام به إذا تفاقمت الأعراض، واطلب من أفراد العائلة أو الأصدقاء المساعدة في مراقبة ظهور علامات تحذيرية.
– تأكد من أن ابنك المراهق ينتهج عادات صحية
يمكن أن يساعد النشاط البدني الخفيف في تقليل أعراض الاكتئاب، كما أن النوم بشكل جيد مهم لجميع المراهقين، وخاصة من يعانون من الاكتئاب، وإذا كان ابنك يجد صعوبة في النوم، فاطلب من الطبيب النصيحة.
– ساعد ابنك على تجنب تناول الكحوليات والعقاقير الأخرى
قد يشعر ابنك المراهق بأن الكحول أو العقاقير غير المشروعة تقلل من أعراض الاكتئاب، ولكنها تؤدي إلى تفاقم الأعراض على المدى الطويل وتجعل علاج الاكتئاب أصعب.
5- الطب البديل
تجنب استبدال العلاج الطبي التقليدي أو العلاج النفسي بالطب البديل، فعندما يتعلق الأمر بالاكتئاب، لا تكون العلاجات البديلة بديلاً عن الرعاية المتخصصة، ولكن يمكن أن تساعد بعض العلاجات العقلية الجسدية.
ويرى ممارسو الطب التكميلي والبديل أن العقل والجسم يجب أن يكونا في انسجام حتى تحافظ على صحتك.
وتشمل الأمثلة على التقنيات العقلية الجسدية التي قد تكون مفيدة لعلاج الاكتئاب ما يلي:
– ممارسة اليوغا أو تاي تشي.
– التأمل.
– التخيل الموجه.
– العلاج بالتدليك.
– أساليب الاسترخاء.
– العلاج بالموسيقى أو الفن.
– الممارسات الروحانية.
– العلاج بالإبر الصينية.
وبشكل عام، لا يكون الاعتماد على هذه العلاجات فقط كافيًا لعلاج الاكتئاب، ولكنها قد تكون مفيدة عند استخدامها مع الأدوية والعلاج النفسي.