المفتشات مهنة طرأت على المجتمع العراقي.. من يطالع حقها المهني؟

 

صوتها – قضايا

خلف لافتة قف لتفتيش النساء، تقع الاف القصص التي دفعت بنساء كثيرات بعد عام 2003، الى العمل مفتشات في اماكن أمنية هامة، و مما لا شك فيه انهن خاطرن بحياتهن للكشف عن جرائم لو وقعت لجرت خلفها كارثة انسانية.

و كعادته.. يرفض المجتمع العراقي اي دور يُستحدث للمرأة العراقية، فعانت الكثيرات من قصور نظرة المجتمع لأسباب عدة، على الرغم من الحاجة إلى تعيين المرأة في وظائف أمنية، أهمها التفتيش في مفاصل الدولة وصولا الى الاسواق العامة؛ بغية الحفاظ على الامن، لكن هل رعى المجتمع والدولة حقوق هذه المفتشات؟

  • نظرة قاصرة وحق مهدور

و إذ  فرضت الظروف الأمنية على جهاز الشرطة العراقية اللجوء إلى إشراك شرطيات ضمن تشكيلاته في بغداد والمحافظات من أجل أداء مهام تخصصية تقوم بها المرأة؛ لان من غير اللائق إن يقوم رجل بتفتيش امرأة بحثا عن قطعة سلاح او موبايل أو حزام ناسف!

تخرجت في الدورة الاولى عشرون مفتشة ضمن مؤهلات حددت بالسلامة المهنية وتوفر الشروط الصحية وحصولهن على الشهادة المتوسطة، واقتصر تدريبهن.. في دورات سريعة.. على السلاح الخفيف وبعض أساليب التفتيش.

كما إن حداثة التجربة وخصوصية الظروف للانخراط في مثل هكذا عمل واجهت في البداية معرقلات كثيرة وصعوبات في مقدمتها تقبل المحيط الاجتماعي لها.

وتقول المصادر الصحفية ان اكبر دورة تخرجت نهاية العام 2009  وضمت 500 متدربة برتب تنوعت بين ضابطة وشرطية على اساس الشهادة التي حددت بالاعدادية فما فوق.

وبلغ العدد الاجمالي للمفتشات آلافا في عموم العراق قبلن على ملاك وزارة الداخلية وتم توزيعهن على مناطق متعددة من البلاد.

ألا انه و برغم الدور الهام الذي تؤديه “المفتشة” فضلت الكثيرات منهن  التسيب من العمل او تركه نهائياً لأسباب تتعلق بالراتب والمضايقات التي يتعرضن لها بين الحين والآخر.

اذ اشرن إلى انه ما يزال أسلوب التعامل معهن  بحاجة لتنظيم أداري يضمن حقوقهن واستمرارهن بالعمل لسد الفراغ الحاصل في  الجانب الامني بالدرجة الاولى علاوة على الارتياح الذي وفره وجودهن في عمليات التفتيش عوضا عن تدخل رجل الأمن الذي غالباً ما يصيبه الحرج هو الآخر جراء  تفتيش النساء ولوازمهن.

  • اعمار متباعدة للمفتشات

أعمارهن متباعدة.. تتراوح بين (20-50) عاماً، افترشن مربعاً صغيراً تم تشكيله من حواجز كونكريتية صغيرة، فعند الحاجز الواحد قد تجد من اثنين الى اربع مفتشات.. عشرينيات العمر وما دون وما بين الخمسينية فما فوق، و تبلغ ساعات العمل 8 ساعات.

تشكو  المفتشات من سوء الأماكن المخصصة لهن في العمل من حيث افتقارها لابسط المستلزمات الخدمية رغم محاولة تحسينها في كثير من الاماكن.

شاهد أيضاً

التعنيف اللفظي والنفسي.. كابوس لم يُسلط الضوء عليه

آية منصور تبدو التربوية انتصار محمد، قلقة على بعض طلابها الذين وفي كل عام دراسي، …

error: Content is protected !!