الانتحار ظاهرة تنتشر بين النساء والفتيات العراقيات

مريم كاظم حسين

ارتفعت معدلات الانتحار بشكل كبير وامست ظاهرة منتشرة بصورة كبيرة بين الشباب، فقد أشارت منظمة الصحة العالمية وفق احصائية لها انه يتوفى شخص كل 40 ثانية منتحرا، ولم يكن العراق بعيدا عن هذه الظاهرة فقد شهدت معدلات الانتحار في السنوات الأخيرة حسب احصائية لمفوضية حقوق الإنسان ارتفاعا ملحوظا  ففي عام 2019 سجل 725 حالة ومحاولة انتحار ، وفي عام 2016 سجلت دائرة النجدة 251 حالة انتحار ولوحظ ان نسبة أقبال النساء والفتيات على الانتحار اكثر من الرجال.

الطبيب النفسي كاظم جبر يقول ان اغلب حالات الانتحار في العراق سببها اليأس والاحباط، ولا سيما بين النساء، حيث تواجه المرأة ضغوطات اسرية و مجتمعية من جانب، و تتعايش يوميا مع انفتاح اعلامي عبر التليفزيون والانترنت مما يجعلها تعيش حياتين في وقت واحد، الحياة الأولى هي حياة الواقعية بأيجابياتها وسلبياتها، والحياة الثانية هي الحياة الافتراضية التي تمتاز بالحرية والانفتاح، ويضيف هناك مريضات يعانين من الكآبة الحادة لعدم قدرتهن على الانسجام مع الواقع ويفضلن الجلوس خلف الحاسوب حيث يقضين اغلب الأوقات على الإنترنت .

المديرة التنفيذية لشبكة صوتها للمدافعات عن حقوق الانسان ريا الخفاجي تؤكد ان الشبكة استطلعت اراء كثير من النساء بشان هذه الظاهرة من خلال عملهم في اغلب المحافظات واكدن ان الاكتئاب والمشاكل النفسية وفقدان الأمل و الصعوبات الاقتصادية  والبطالة والضغوطات الاجتماعية اضافة الى  ارتفاع معدلات العنف الاسري، وزواج القاصرات، وجعلها سجينة المنزل والاعراف والتقاليد التي لا تنسجم مع التطور الذي تشهده اغلب البلدان، خاصة بعد انتشار مواقع التواصل الاجتماعي اسباب رئيسية تجعل النساء والفتيات يقدمن او يفكرن بالانتحار.

الناشطة الحقوقية زينب كريم تقول ان أزمة فيروس كورونا والقيود المفروضة حاليا بسبب الحظر والعزل المنزلي، ساعد على زيادة نسب الانتحار، لأن حال الضحية لم يتغير بل ازداد سوءاً”. وتتابع “العزل المنزلي من الأسباب الرئيسة للانتحار الآن، لأنه يؤدي إلى حدوث مشكلات كثيرة بين أفراد الأسرة الواحدة”.وتخشى الناشطة زينب أن الوضع قد يسوء وتتزايد معدلات الانتحار في البلاد، وأكدت إن “الحد من هذه الظاهرة ومعالجتها يتطلب حكومة واعية ومؤمنة بحقوق الإنسان وهو ما لا يمكن تحقيقه مع الحكومة العرقية، وخاصة مع انتشار فيروس كورونا، الذي تسبب في الكثير من المشاكل في حياة الأسر العراقية”.

ويرى دكتور عمر الجميلي انه ليس الإنسان حق التصرف في حياته وانهائها متى شاء، وأكد الجميلي يعتبر الانتحار في دين الإسلامي فعل محرم حسب الآية الكريمة بسم الله الرحمن الرحيم ( ولا تقتلوا أنفسكم ان الله كان بكم رحيما ومن يفعل ذلك عدوانا وظلما فسوف نصليه نارا وكان ذلك على الله يسيرا) صدق الله العظيم. والشريعة الإسلامية جعلت من الضروريات الخمس حفظ النفس البشرية (أن يحفظ الإنسان نفسه) ولذلك حرم كل ما يكمن لهذه النفس من أذى.

بهذا الصدد اجرينا استطلاعا لاخذ أراء الشباب والشابات بشان  اسباب انتشار هذه الظاهرة؟ وماهي اكثر فئة تقدم على الانتحار؟
واظهر المستطلعين من فئة الرجال ان سبب انتشار الانتحار هو الضغوطات النفسية والاجتماعية وسوء الوضع المادي وسوء المعاملة مثل التنمر والعنف ويرى البعض ان وجود أطباء نفسيين امر بغاية الأهمية تقليل من هذه الظاهرة.
اما فئة النساء  فيؤكدن ان ضعف الارادة وعدم السيطرة على ردود الافعال ذلك يؤدي إلى انحراف الوضع خارج السيطرة مما يقبل الشباب على الانتحار للتخلص من الازمات التي تواجههم وان اكثر فئة تقدم على الانتحار هي فئة المراهقين والشباب وان النساء يقدمن على الانتحار اكثر من الرجال بسبب الضغوطات التي تواجهها من العنف الأسري والتحرش الجنسي والابتزاز الالكتروني.

وللحد من اتساع هذه الظاهرة بشكل اكبر في المجتمع العراقي تقول سكرتير تحرير مجلة صوتها رشا الحسني “ان على الجهات المسؤولة الحد من هذه الظاهرة من خلال إدماج الوقاية من الانتحار في خدمات الرعاية الصحية، فالاضطرابات النفسية، تسهم في كثير من حالات الانتحار كما يقع على الأسرة مهمة مراقبة تصرفات اولادهم، ومدى نفورهم واستجابتهم للمتغيرات في حياة الأسرة و تقديم الدعم النفسي لهم ،  اضافة الى دور الاعلام بهذه الظاهرة بشكل اكبر و إعداد التقارير الإعلامية المسؤولة، في وسائل الإعلام، ومواقع التواصل الاجتماعي، وتوعية الجمهور بما يترتب عن الانتحار ” وتؤكد رشا بان على مؤسسات الدولة القيام بواجباتها تجاه مجتمعها وأبناءها، وإيجاد الحلول المناسبة لتخفيف معاناتهم، وتوفير الاحتياجات الضرورية التي تكفل للفرد والأسرة حياة كريمة تغنيه عن العوز ومد اليد لاستجداء حاجته، وذلك بتوفير فرص العمل للجميع والقضاء على البطالة ، والحد من من حالات العنف الاسري بقيام مجلس النواب العراقي باقرار قانون الحماية من العنف الاسري اضافة الى قيام وزارة الداخلية  بمكافحة حالات الابتزاز الالكتروني التي تتعرض لها الفتيات بكل اكثر جدية  .

شاهد أيضاً

التعنيف اللفظي والنفسي.. كابوس لم يُسلط الضوء عليه

آية منصور تبدو التربوية انتصار محمد، قلقة على بعض طلابها الذين وفي كل عام دراسي، …

error: Content is protected !!