المرأة ودورها الريادي في الانتخابات المقبلة

 خالد إبراهيم

مما لا شك فيه أن للمرأة دوراً فاعلاً وكبيراً في شتى مجالات الحياة، ولاسيما دورها الفاعل في الانتخابات والمشاركة الفاعلة فيها، ولكونها نصف المجتمع فلا بد من اعطائها الفرصة الكاملة في ابداء رأيها وتحديد مستقبلها عبر التصويت واختيار ممثلين عنها، فضلا عن انهاء التهميش الذي طال العنصر النسوي في الحكومات المتعاقبة، لذلك كان لابد من توفير مكان تحدد من خلاله المرأة اولوياتها في خضم المعترك الانتخابي المقبل.

وللحديث اكثر عن هذا الموضوع التقت «الصباح» بالسيدة هناء ادور رئيسة شبكة النساء العراقيات والتي تحدثت قائلة: «في الحقيقة مشاركة النساء الفعلية في الانتخابات وفي العمل السياسي بشكل عام وفي السلطة التشريعية مهمة، ولكنها محدودة حتى الان، المشاركة الحقيقية كنساء فاعلات لهن القدرة على التأثير قليلة و محدودة العدد، وهذا بسبب طبيعة الوضع العام وان المرأة وصولها الى حيازته أن تكون مستقلة ام ان تكون رقما محددا، وذلك لان الهيمنة الموجودة على الساحة هي لسلطة الاحزاب الكبيرة وايضا لجماعات سياسية  محدودة».  

 تجربة إيجابية

 وبينت ادور «نجد الدعايات الانتخابية للنساء المشاركات ضمن الحلقات او الكتل السياسية هي الغالبية، وبلا شك اختيار هذه العناصر من ضمن الكتل السياسية يأتي من خلال اختيار القرابة، وكذلك هنالك عناصر ايجابية وجيدة وهي عناصر شابة وخصوصا في الدعاية الانتخابية والتي تحتاج الى جهد ومال ودعم معنوي وهي محدودة بالنسبة للنساء، ونلاحظ في الدورة الحالية انها تعتمد على الدوائر الصغيرة، وبالتالي على الناخب أن يكون على احتكاك بجمهور هذه الدوائر، وهذا جعل عددا من النساء يطرقن الابواب مباشرة، وهي مسألة مهمة وانا اعدها تجربة ايجابية  تجعل المرشح على قدر عالٍ من المسؤولية من خلال حديثه مع الناخبين بشكل مباشر وليس فقط عبر شاشات التلفاز او «السوشيال ميديا».  

83 امرأة

واضافت: هنالك مسألة مهمة تتعلق بخبرة المرشحة، وهي المفتاح للوصول الى الجمهور الواسع، ونلاحظ انهن يبذلن جهدا كبيرا وصبرا من خلال نقاشات طويلة مع الناس لكي يقنعن المواطنين بضرورة مشاركتهم بالانتخابات وعدم العزوف عنها، والحديث المباشر مهم جدا كتجربة للناخب نفسه والناخبة بشكل خاص وايضا للجمهور، كي يوصل رسالته للمرشح بشكل مباشر و من دون قيود. واردفت: في الحقيقة العدد محدود بـ (83) امرأة، وهذا حسب قانون الانتخابات، ونحن نعتبرها جانبا سلبيا لان الدستور يتحدث عن نسبة لا تقل عن ربع مقاعد البرلمان تكون مخصصة للنساء، اما الموجود فهو 25 %، يعني لو نفترض ان امرأة تفوز في دائرة انتخابية وتحوز على اعلى الاصوات بالدائرة المعنية لماذا لا تكون في مجلس النواب، في حين القانون يقول من كل دائرة واحدة امرأة واحدة، وانا اقول ان الاحزاب السياسية تعي وجود المرأة وهو وجود فاعل ومهم وليس وجودا شكليا، وهذا ما نحن نريد التأكيد عليه، ولابد للنساء من التمسك بقضاياهن النسوية، فالنساء على قدر من التكافؤ مع الرجال وفي شتى المجالات، ولابد أن يحققن كل تطلعاتهن، ودائما على الجميع أن يعي مسألة مهمة وهي أن تقدم المرأة هو مقياس لتقدم المجتمع.  

 محجم

وفي السياق ذاته تحدثت السيدة ازهار بك كلي رئيسة وامين عام حركة الرؤية العراقية قائلة: رغم التطورات التي حدثت في العراق في تغير النظام الى ديمقراطي لا يزال دور المرأة في المجال السياسي دورا رمزيا رغم وجودها في البرلمان والهيئات والمؤسسات، ووجود بعض الحواجز التي كانت قائمة منذ عقدين، الان المرأة العراقية بدأت بكل محاولاتها لترتقي المجال السياسي ضمن دخولها في الانتخابات في الوقت الحالي.

 فنسبة مشاركة المرأة تتبدى من خلال مستوى ادائها ومدى قدرتها على التأثير في الحياة السياسية ومدى صلتها بالنضال من اجل الحريات العامة، لكن ما زال دور المرأة في العراق  بصنع القرار وتمثيل المرأة في السلطات الثلاث محجما نوعا ما، وهناك الكثير من الصعوبات على المرأة أن تتخطاها اذا ما ارادت أن تخوض الانتخابات، عوامل متصلة بالمؤسسة السياسية والعامل الاقتصادي، وعوامل متصلة بالمجتمع وثقافته السائدة، ورغم التطور الكبير في المجتمعات، ودخول المرأة العملية السياسية والانتخابات لم تشارك في وضع اساسات تبنى على اساس المنافسة باشكالها ما بين الرغبة في خدمة الصالح العام وبين العمل في خدمة المصالح الشخصية،  بناء عليه نحن بحاجة لتغيير بعض المفاهيم لمشاركة المرأة في صنع القرار وهذا التغيير مرتبط ارتباطا وثيقا بعملية التحول الديمقراطي واحترام حقوق الانسان والمفهوم الصحيح للمواطنة، لذلك يجب دعم المرأة في دخولها للعملية السياسية، لانها تمثل نصف المجتمع ويجب اعطاؤها حقوقها العادلة والمساواة بين الجنسين، خصوصا في العملية السياسية، الى جانب  كونها حقا اساسيا من حقوق الانسان وامرا ضروريا لتحقيق السلام في المجتمع واطلاق امكانياتها بدون تحجيم، وافساح المجال للمرأة من قبل الانظمة السياسية واختيار نساء كفوءات وقياديات لتمثيل دور المرأة في الانتخابات والعمل السياسي.

شاهد أيضاً

التعنيف اللفظي والنفسي.. كابوس لم يُسلط الضوء عليه

آية منصور تبدو التربوية انتصار محمد، قلقة على بعض طلابها الذين وفي كل عام دراسي، …

error: Content is protected !!