السَحْل المدني

عدنان أبوزيد

أصدقائي المدنيون..
تُرصد في التظاهرات التي يُفترض انها (مدنية)، دعوات إلى السحل والتعليق على الأعواد.
ومثل هذه الأنماط الدموية في مسيرات تدعو إلى الديمقراطية، والقانون، مخيفة وسادية.
ناشط مدني، يدعو إلى السحل. آخر، يدعو إلى نصب المشانق. ثالث، ينطق بمفردات ترهيب بشعة من دفن وتغييب، وتقطيع.
وفي كل تظاهرة مدنية، تنحسر أعداد المتظاهرين، مقارنة بتشرين، وتزداد ارتجاليات الانتقام.
ولنفترض إن الخصم، عنيف، فهل هذا مبرر لمبادلته ذات الوسيلة من قبل المدافعين عن الدولة الحضرية.
بل أنني وجدت أعداد خطابات الثأر الدموي بين المدنيين، أكثر بكثير مما ارصده بين مناصري الأحزاب.
أيها المدنيون: ماذا ابقيتم لمن تتهمونهم بسفك الدماء، وأنتم تتبنون الاستئصال الدموي، والمجازر، والتدمير، والافناء.
لا أخوض في مظاهر البطش التي شهدتها تظاهرات الناصرية، وبغداد، ومدن أخرى، فهي ذبذبات واضحة لمسار العنف والسحل، استكمالا لتاريخ الجر بالحبال من نوري السعيد حتى التعليق العمودي في العهد البائد، إلى المقابر الجماعية، إلى النحر الداعشي، إلى ذبيح ساحة الوثبة.

لقد سَحَل شّاب سَلَفي مصري، جثة خصمه بدراجةً نارية وسط الزغاريد، وأخشى إن يفعل ذلك، شاب عراقي ذلك، لو سنحت له الفرصة.

أيها المدنيون، مثل هذا الخطاب المتزمت الشاذ، يقرّبنا من شريعة غاب، ستكونون فيها ضعفاء، مثل الغزلان، فيما غيركم لديه أنياب.

شاهد أيضاً

كيف يسردُ أطفالنا القصص ويتعلمون كتابتها؟

أوس ستار الغانمي عندما يتعلق الأمر بالتنمية في المراحل المبكرة للأطفال، فإننا جميعًا نرغب بتوفير …

error: Content is protected !!