“جزيرة الكلاب” يفتتح “برلين السينمائي”

صوتها – أمير العمري

تفتتح الدورة الـ68 من مهرجان برلين السينمائي (أو البرليناله) للمرة الأولى بفيلم من أفلام رسوم (التحريك)، هو “جزيرة الكلاب” Isle of Dogs وهو من الإنتاج البريطاني، ومن إخراج المخرج الأميركي لويس أندرسون، وهذه هي التجربة الثانية لأندرسون في فيلم من أفلام التحريك بعد فيلمه “مستر فوكس الخرافي” (2009). ويروي “جزيرة الكلاب” قصة تدور في اليابان في المستقبل، حيث تقوم السلطات بإبعاد جميع الكلاب إلى جزيرة منعزلة، بسبب الشك في وجود فيروس مُعد ينقل عن طريق الكلاب، وهناك يقرّر خمسة من الكلاب التمرّد على هذه العزلة القسرية، ومن بينها الكلب الخاص ببطل الفيلم الصغير “أتاري” الذي يذهب إلى الجزيرة للبحث عنه وتخليصه.

ويشارك في الفيلم -بأصواتهم فقط- عدد من مشاهير الممثلين، مثل هارفي كيتيل وسكارليت جوهانسون وتيلدا سوينتون وبيل موراي وليف شرايبر وف. موراي أبراهام.

وتشارك الدولة المنظمة للمهرجان، ألمانيا، بثلاثة أفلام في المسابقة كما تشارك في إنتاج فيلمين آخرين، ومعظم الأفلام المشاركة في المسابقة من الإنتاج المشترك، ولكننا سنعتمد هنا على جنسية المخرج وطبيعة الفيلم وموضوعه ومكان أحداثه، لتصنيف الأفلام بغرض تفادي ما قد ينتج من تشويش في حالة ذكر الدول المشاركة في الإنتاج وهي متعددة.

ومن الولايات المتحدة، أكبر وأهم بلد منتج للأفلام في العالم، يأتي الفيلم الجديد للمخرج غاس فان سانت “لا تقلق فهو لن يبتعد كثيرا على قدميه” Don’t Worry، He Won’t Get Far on Foot وهو من بطولة جواكيم فينيكس وروني مارا وجونا هيل، وقد عرض هذا الفيلم في مهرجان سندانس، غير أن الغالبية العظمى من أفلام مسابقة برلين من الأفلام التي تعرض للمرة الأولى على الصعيد العالمي، وموضوع الفيلم يعتمد على مذكرات الموسيقي وفنان التحريك جون كالاهان الذي يتعامل مع موضوعات مقبضة تتناول فكرة الموت. أما الفيلم الأميركي الثاني في المسابقة، فهو “دامسيل” Damsel الذي اشترك في إخراجه الشقيقان ديفيد وناثان زيلنر، وهو من نوع الكوميديا التي تتخذ شكل أفلام “الويسترن”، ومن بطولة روبرت باتينسون وميا فاسيكوفسكا.

ويشارك المخرج الفرنسي -من أصل إيراني- إيميلي عاطف بفيلم من الإنتاج الفرنسي (بمشاركة ألمانية)، وهو فيلم “3 أيام في كيبيرون”، وتشارك إيران بفيلم في المسابقة، هو “خنزير” للمخرج ماني حجيجي الذي تخرّج من جامعة أونتاريو بكندا، والفيلم من النوع الكوميدي وتشترك في بطولته ليلى حاتمي وحسن ماجوني وليلى رشيدي.

ومن فرنسا يشارك المخرج سيدريك خان بفيلم “المُصلي” The Prayer الذي يصوّر كيف ينضم شاب أدمن تعاطي المخدرات إلى مجموعة من المدمنين السابقين الذين اتخذوا لهم مكانا منعزلا في الجبل، حيث يعالجون الإدمان بالصلوات والتسامي الديني.

ومن ألمانيا يعود للمسابقة المخرج كريستيان بيتزولد بفيلم “ترانزيت” الذي يقوم ببطولته فرانز بوكوفسكي وباولا بير، وهو مقتبس من رواية بالعنوان نفسه، تدور خلال الحرب العالمية الثانية حينما يتم تكليف شاب في السابعة والعشرين من عمره، بتوصيل رسالة إلى شخص ما ألماني يعيش في باريس، لكنه يعلم أن الرجل الذي يبحث عنه قد انتحر، ويبدأ في جمع المعلومات عنه وعمّا كان يفعله ويعيد رسم صورة كاملة لحياته في زمن الصراع، وكان بيتزولد قد شارك في مسابقة برلين في عام 2012 بفيلمه “باربره” من بطولة نينا هوس.

ويشارك الفيلم السويدي “وكالة العقارات” (من الإنتاج المشترك مع بريطانيا) وشارك في إخراجه مانز مانسون وأكسيل بتيرسن، كما يشارك فيلم “إيفا” للفرنسي بينوا جاكوت، بطولة إيزابيل أوبير. وتحضر المخرجة الإيطالية لاورا بيسبوري بفيلمها الجديد “ابنتي”، والمخرجة الرومانية أدينا بنتيلي بفيلم “لا تلمسني”، والمخرج المكسيكي ألونسو روزبلاسيوس بفيلم “متحف”، عن سرقة الأعمال الفنية التي انتشرت في المكسيك في الثمانينات من القرن الماضي وكان وراءها عدد من شباب الضواحي الفقيرة.

ويشارك المخرج مارشيللو مارتنيسي من باراغواي بفيلم “الوريثة”، كما تشارك المخرجة البولندية مالغورزاتا زوموفسكا الحائزة على الفهد الفضي في مهرجان لوكانو عن “33 مشهدا من الحياة” (2008) بفيلمها الجديد “قدح”، ومن الأفلام المنتظرة من بين أفلام المسابقة، الفيلم الروسي “دوفلاتوف” للمخرج الروسي ألكسي جيرمان (الابن).

وتكوّنت لجنة تحكيم المسابقة الرسمية للأفلام الطويلة من المخرج الألماني توم تايكوير رئيسا، وعضوية كل من: الممثلة البلجيكية سيسل دو فرانس، والممثل الأميركي وليم دافو، والمدير السابق للسينماتيك الإسبانية شيما برادو، والمنتجة الأميركية أديل رومانسكي، والموسيقار الياباني رايوتشي ساكاموتو والناقدة الأميركية ستيفاني زاكاريك.

ومن الملاحظات البارزة هذا العام والتي تتعلق باختيار الأفلام، عدم التركيز على الأسماء الكبيرة لمشاهير الإخراج في العالم، بل تقديم أسماء جديدة لا تتمتع بنفس الشهرة، أي أن الاختيار تم على أساس المستوى الفني فقط. والملاحظة الثانية أن المهرجان يتيح الفرصة لمشاركة عدد كبير نسبيا لأفلام المخرجات (النساء)، كما يضم أفلاما كثيرة للمخرجين المبتدئين، أي أعمالهم الأولى والثانية، لكن تلاحظ الهيمنة الواضحة لأفلام المخرجين الأوروبيين، بحيث يبدو “البرليناله” هذا العام مهرجانا أوروبيا خالصا تقريبا، مع بعض الأفلام من آسيا وأميركا اللاتينية.

شاهد أيضاً

أفضل فيلم.. أوبنهايمر يكتسح الأوسكار ويفوز بـ7 جوائز

اكتسح فيلم أوبنهايمر جوائز الأوسكار لهذا العام بفوزه بسبع جوائز من أصل 13 جائزة رشح …

error: Content is protected !!