الشاعرة السورية ليندا عبد الباقي وردة النار التي تغني لمساء أخير

شاكر فريد حسن

ليندا عبد الباقي شاعرة سورية مقتدرة ومتمكنة، تعيش على ضفاف القصيدة،،تهامسها، تساكنها، وتعايش مراحل ولادتها، لغتها الواحدة هي العاطفة المتدفقة والاحساس الصادق الرهيف. وهي تكتب بقلم الحب وقلب مفعم بالبوح الصادق الشفاف، لا تتصنع الكتابة، وقصيدتها تأتي عفوية وتلقائية، سهلة ممتنعة، تطفح بالإيحاءات والإيماءات، وتعبير عن لواعج القلب واختلاجاته بما فيه من عاطفة جياشة ومشاعر مرهفة.

وهي تمتلك ثقافة عميقة واسعة وشمولية، وتتمتع بالذكاء الذهني الخارق، وتكتب للتنفيس والتعبير عما يجول في خاطرها ووجدانها من حب وعشق وجراح وأحزان وشجون وأفراح وهموم ذاتية وعامة.

ليندا عبد الباقي من مدينة السويداء، تملك دار نشر، وصالون ثقافي، ومعرض للكتاب الدائم، ومكتب للترجمة، ولها عدد من المجموعات والدواوين الشعرية، هي:”وردة النار، لن ينحني الحور، أغنية لمساء أخير، يحاصرني الاخضرار، صهيل صمتي، على سرير يقظتي، على ضفاف الحنين، وماذا لو”.

دخلت ليندا عالم الكتابة منذ الصغر، وشغفت بالشعر متأثرة بجبران خليل جبران، بفكره وفلسفته في الحياة، وابداعاته وأناقة مفرداته وجزالة تعابيره.

وكما تقول ليندا: “لم أكتب القصيدة يومًا، هي من تكتبني، لكني كنت استفزها واحرضها على ذلك، وأسخر احساسي لخدمة حواسي من أجلها، فأنا أعاني كثيرًا منها، وانتظر مجيئها كولادة طبيعية، فأنا أكره قصيدة المناسبات، والولادة القيصرية من أجلها، لتكن القصيدة دفقة ذاتية ووجدانية”.

اذن قصيدتها هي نقل وتجسيد وتعبير عن معاناة حياتية ودفقات شعورية حسية وروحية، تحفر مجراها، وتحفل بالتساؤلات والقلق والخوف والرجاء والأمل والحب للانسان والوطن والجمال، وتحتفي بالمرأة والوطن والمكان، وتغازل بخيالها الرحب الخصب محطات صدى الذكريات الجميلة، في انتظار عودة الروح الى رياض وبساتين الياسمين الدمشقي، والزنبق الفيحائي، وتؤرخ لواقع الجرح السوري.

وتزخر لغتها الشعرية بالمعاني والدلالات التي تقترن بالحدس، والايحاء، والتوهج، والايقاع الموسيقي الداخلي.

ودلالات قصائد شاعرتنا السورية الرائعة الراقية ليندا عبد الباقي، واضحة كالماء، تشيع بالرومانسية العالية من الحب الصافي الحميمي والعشق الحنيني الأنيق، وتطوف في دنيا باذخة بالسحر والجمال، وتأتينا بصور شعرية فاتنة من طيوف الخيال الشاعري، ولنقرأ هذا النص الشفيف البديع الذي يحمل روحًا دافئة وحسًا رهيفاً وشوقًا غامرًا:

جئت في وضح الحنين

كنت على بعد قبلة

حين ضاعت حروفي

بين أبجدية الدمع

ولهاث المطر

حبن ضاع الحبر

بقصائدي        

جئت أقشر ابتسامتي

في سلال رغبتك

وأسقط

قبلة

قبلة

على ضفاف الحنين

ليندا عبد الباقي شاعرة مجيدة وملهمة، تسحرنا وتجذبنا بقصائدها الوجدانية والانسانية والصوفية والرومانسية والوطنية، المكتظة بالشوق والحنين والقلق الوجودي، ومكتنزة بالحب، وتدهشنا باسلوبها وخطابها الشعري المفعم بالاحساس العفوي، والمشحونة بالايحاءات.

وتتسم قصيدتها بالمعاني الواضحة الرقيقة، والتكثيف والايجاز والصور الجميلة المشرقة ووحدة القصيدة العضوية والجدلية المتماسكة بين الشكل والمضمون.

ونصوصها تحب وتعشق وتتمسك بالحياة، من خلال القصيدة النثرية الحرة، التي ترفرف بأجنحتها عاليا في فضاء الشعر والابداع، وبصياغة خاصة ولغة باذخة مؤثرة في النفس.

ليندا عبد الباقي تنثر الدمع على وجنات ليلها، حروفها رموش بأجفانها، مشاكسة تسحبها من ضفيرتها لتكتب قصيدتها، مخاطبة الوطن الجريح الذبيح قائلة:”عارية أنا الا منك، كف عن بعثرة روحي فوق روابيك، احتاج حضنك أيها الوطن”.

ليندا عبد الباقي شاعرة الرقة والغنائية والاحاسيس الوطنية والمشاعر الروحية المتدفقة، وصاحبة الابداعات التي تخرج من الزمن، لتعانق الروح وتدغدغ العواطف، والحالمة بغد أفضل ومستقبل أجمل للانسان والثقافة والشعر والأدب، ولعل أجمل قصائدها هي التي لم تكتبها بعد، ولنترك أجنحتها، ونلتقط انفاسها ما بين شهيقها وزفيرها، مع خالص التحيات وباقات الوفاء لوردة النار التي تغني لمساء آخر، على ضفاف الحنين، ولها تقديرنا واعتزازنا بحرفها ونصها الابداع الرقيق.

شاهد أيضاً

برعاية معالي وزير الثقافة والسياحة والاثار وباشراف الوكيل الاقدم للوزارة، دار المأمون للترجمة تعقد مؤتمرها الخامس

كتب / عمار الخالديعدسة / صباح الزبيدي تحت عنوان :(#المأموناشراقةُالعراق على العالم) برعاية معالي وزير …

error: Content is protected !!