أدارة ترامب: استعدادات للتصعيد في الشرق الاوسط

صوتها/ مقالات

ابراهيم العبادي

باقالة العقلاني ريكس تيلرسون من وزارة الخارجية الامريكية وتعيين جورج بومبيو، رجل الاستخبارات محله ،يكون الرئيس الامريكي ترامب قد اكمل جهازه التنفيذي برجال ونساء يتطابقون معه في الرؤية ولايختلفون عنه في المزاج والتفكير.

يعلمنا علم نفس السياسة ان نقرأ السلوك السياسي للزعامات او الادارات السياسية من طبيعة القيم والاعتقادات التي يحملها كل فرد والنزعات التي تتصف بها شخصياتهم، ودواعي الموقف الذي يوضعون فيه، وخبرات ونواقص الطفولة التي عاشوها ،والاسقاطات والتبريرات التي يلجأوون اليها لضمان اتساق معارفهم وخبراتهم مع مايطمحون اليه في الواقع ، وبهيمنة الصقور على ادارة ترامب وتزايد حضور الجنرالات ورجال الاستخبارات وممثلو المجمع الصناعي-العسكري الامريكي ،وتراجع دور ذوي التفكير العميق من كبار المنظرين ومحللي السياسات ،فان السمة الغالبة على ادارة ترامب ستكون سمة ذوي الجزمات الطويلة ،بمعنى ان سياسات القوة وحافات الهاوية ستكون هي العابهم السياسية المفضلة ،وستكون ذهنية الحرب الباردة وعقيدة استعادة دور القوة العظمى الاولى بلا منازع ،هي الاهداف التي ستتابعها ادارة ترامب بالتوازي مع هدف ابتزاز الاموال من المالكين في مقابل بيع السلاح واستجلاب الاستثمارات وتخادم المواقف مع من يريد خدمة الاهداف الامريكية والحصول على الدعم السياسي والامني والعسكري .

العشرية الامريكية الجديدة هي عشرية مواجهة (التطرف الشيعي) في مقابل العشرية الفائتة التي كان عنوانها محاربة (الارهاب السني) ،وفي كلا التوجهين كانت الساحة الاسلامية هي مساحة الفعل والفعل الامريكي المضاد ،اي اننا سنشهد تصعيدا امريكيا ضد ايران ومن يواليها ويتطابق معها في الرؤية ، وسيبلغ التنافس الامريكي الروسي مداه في اكثر من ساحة دولية ، لكن اخطرها ستكون سوريا في ظل تواجد عسكري مباشر ، وحرب المحاور القائمة هناك ، واندفاع الامريكان لوقف التقدم الروسي في المنطقة ، وتحجيمه على الارض السورية . المواجهة المحتملة ضد الروس والايرانيين ستكون ساحتها سوريا مترافقة مع ضغوط دبلوماسية واقتصادية و عسكرية ،فاطلاق يد اسرائيل في المنطقة ،والضغط لتعديل الاتفاق النووي مع ايران وربما الغائه ،وتوجيه رسائل انذار وتحذير لحلفاء ايران في المنطقة ، ستكون المحاور الرئيسة لعمل ادارة ترامب ،لكن العراق سيتلقى مضاعفات هذه السياسات بما يجعله ساحة تقاطع مصالح ومسرحا لاختبارات المواقف بما ينعكس امنيا وسياسيا على استقراره ويجعل منهج المحافظة على التوازن المطلوب اكثر صعوبة واعلى كلفة.

الاشهر القادمة ستشهد المزيد من الشد والجذب بين محاور الصراع في المنطقة وسيبلغ التدخل السياسي مديات كبيرة خصوصا وان العراق يعيش اجواء انتخابية ويفترض ان تكون ديمقراطيته موضع احترام الجميع وليس فرصة للاستثمار الذي لن تكون عواقبه حميدة .

شاهد أيضاً

القوة الناعمة للعلاقات العامة الدوليَّة 

د. محمد وليد صالح  كاتب عراقي القدرة على الاستقطاب والإقناع المعتمدة على أساليب قوامها نشر الأفكار …

error: Content is protected !!