كنت قد قررت أن لا أتحدث

صوتها/ مقالات

علياء الانصاري

قررت أن لا أكتب شيئا، ولا أتحدث بالشأن الانتخابي طيلة هذه الفترة، ولكن في الحقيقة، قررتُ أن أتراجع عما قررت، وقررت أن أكتب لعليّ أزيح بعض الكرب الذي علا النفس والقلب.
دعوني، معكم… أستعرض بعض الشعارات الانتخابية:
1 – جماهير بابل ترشح: من أنتم حتى تتحدثون بأسم جماهير بابل، كيف يمكن لأحدهم ان يصادرنا جميعا ويتحدث بأسمنا ويقرر نيابة عنا.
اللطيف انه (نحن) (جماهير بابل)،، لم نعترض على حامل هذا الشعار، ولم نمزق له صورته، ولم نصرخ في وجهه، ولم نطالبه بالاعتذار من (نحن جماهير بابل)… وبذلك سمحنا له وللآخرين من بعده ان يصادرونا كما يشاءون، وان يقرروا نيابة عنا متى مايشاؤون… وهكذا تصادر ارادة الجماهير دوما. (عندما تسمح الجماهير بذلك).
2 – الأغلبية وطن: هذا الشعار لا استطيع فهمه، او استيعابه، هل يعني بان الوطن للاغلبية فقط؟ ام يعني بان الاغلبية لهم حق تقرير الوطن؟
ومن هي الاغلبية؟ ومن قال بانها أغلبية؟ وهل هي أغلبية سياسية ام مذهبية ام عرقية؟ وماذا عن الآخرين؟
هل نؤسس لدولة ديقراطية أم لدولة أغلبية؟
أنا لا أشعر بأني أنتمي للاغلبية (مهما كانت مسمياتها)، فهل أنا أقلية؟
وان كنت أقلية، فهل انا بلا وطن؟ أم العراق ليس وطني؟
3 – كلنا معها: من أنتم حتى تقررون باننا (معها)… لماذا تتحدثون بأسمي وبأسم الاخرين؟
انا لستُ معها… ولا مع غيرها…
فبأي حقّ تقررون نيابة عني باني (معها)… تحدثوا عن أنفسكم.
فهي لا تمثلني… ولا تمثل الكثير من أبناء الحلة… هي تمثل من له مصالح معها.
4 – احنه كدها: لا أفهم هل هو شعار أنتخابي أم شعار (عركة)!!
وانتم اللي (كدها)، كنتم لسنوات في الحكومة، فماذا فعلتم؟ اين (كدها) فيما مضى من سالف أيامكم؟
5 – لم أجد شعارا واحدا يلامس شغاف القلب… أو يدفع بالفكر الى التساؤل.
لم أجد الوطن في شعاراتكم… لم أجد الإنسان في شعاراتكم… لم أجد المواطن في شعاراتكم…
كل ما وجدته، يثير الاشمئزاز والغضب..
ان كانت دعايتكم الانتخابية، تساهم في زيادة الفجوة بينكم وبين المواطنين، فكيف بكم؟!
اعتقد ان المخلص الذي عمل لخدمة الناس السنين الماضية، كان معهم ولهم، لا يحتاج الى صور في الشوارع، وحفلات توزيع صاخبة، وأبواق دعائية صارخة…
عمله هو من يوصله الى قلوب الناس وبالتالي أصواتهم.

شاهد أيضاً

القوة الناعمة للعلاقات العامة الدوليَّة 

د. محمد وليد صالح  كاتب عراقي القدرة على الاستقطاب والإقناع المعتمدة على أساليب قوامها نشر الأفكار …

error: Content is protected !!