قمر على سمرقند (رواية) – محمد المنسي قنديل

صوتها/ثقافة

يمارس محمد المنسي قنديل فى روايتة ” قمر على سمرقند ” السرد بطريقة ساحرة. سمها جغرافيا التاريخ أو تاريخ الجغرافيا، لا يهم. المهم هو الرحلة فائقة السحر في المكان والزمان وفي قيعان نفوس أبطال الرحلة: نور الله وقرينه لطف الله والراوي (الذي تعرف اسمه متأخرا). رحلة تسلط “قمرا” ليس على “سمرقند” وحدها ولكن على تلك السهوب الشاسعة التي تفوح من حبات ترابها رائحة تاريخ لم يكن يتخيل أحد أن يصبح منسيا بيننا إلى أن يأتي “المنسي” بقنديل يبدد به عتمة الغفلة.

على ” و “نور الدين ” ، الأول مصري والثاني سمرقندي .. رفيقا تلك الرحلة المدهشة ..جمعتهما المصادفة في سيارة تاكسي يقودها نور الدين إلى سمرقند حيث يبحث ” علي ” عن “رشيدوف ” صديق أبيه القديم .

يصف لنا نور الدين بدقة ، وكأننا نراه : صوته العميق وملامحه المملوكية ، لحيته الحمراء وعينيه الزرقاوتين ، ملامحه الغريبة وكأنها رسم خيالي لصور الأسلاف !!..يهيمن بقوة غير محدودة على رفيقه المصري وعلى السيارة المتهالكة التي تعود إلى عصر الشيوعية ..

رجل يشتمل على كل تناقضات التاريخ : القدسية والغواية ، التدين والمجون ..وعربية ناصعة محكمة تراعي مخارج الحروف ، ووعي مستفيض بتاريخ تلك البقعة الأسطورية التي حكمت العالم الإسلامي قرونا طويلة ..على خلفية من خضرة زاهية منبسطة وحقول قطن متوهجة تبدأ رحلتنا الخيالية إلى سمرقند .

عندما يقوم «علي» الطبيب المصري الشاب برحلة إلى مدينة «سمرقند»، بحثًا عن سر قديم ويتقابل مع رجل أسطوري هو «نور الله» الذي يقود سيارته ويوجه مصيره، ويخوضان معًا مغامرة في أماكن مدهشة.. وتأخذ الرحلة أيضًا بعدها في الزمان فتستكشف بعضًا من ماضي هذه الأرض الغضة والغنية بالتاريخ والأساطير، وتخوض في تعقيدات الحاضر بكل ما فيه من مؤامرات وعنف وجنس. إنها رواية تستكشف أرضًا جديدة وتخوض في تضاريس لم تصل إليها الرواية العربية من قبل، وتطرح أسئلة تتعلق بالهوية والذات والمصير الإنساني

شاهد أيضاً

برعاية معالي وزير الثقافة والسياحة والاثار وباشراف الوكيل الاقدم للوزارة، دار المأمون للترجمة تعقد مؤتمرها الخامس

كتب / عمار الخالديعدسة / صباح الزبيدي تحت عنوان :(#المأموناشراقةُالعراق على العالم) برعاية معالي وزير …

error: Content is protected !!