المرأة الريفية.. اهمال وفقر وحرمان من التعليم

صوتها: تحقيقات

مالك جبار

في 15 أكتوبر ، يحتفل العالم باليوم الدولي للمرأة الريفية، وعلى الرغم من دورها الرئيسي في المجتمع العراقي ، تكشف البيانات أن الحرمان من التعليم للفتيات العراقيات من المناطق الريفية أوجد أجيال من النساء العراقيات الفقيرات اللائي يعتبرن من بين أضعف الفئات في البلاد، فحوالي ثلاث من بين كل عشر نساء ريفيات أميات مقارنة بواحدة من كل عشر نساء في المناطق الحضرية.

 يتنوع النجاح في توفير التعليم الأساسي للفتيات في جميع أنحاء البلاد. ثلاث من كل خمس نساء ريفيات،

 عراقيات لم يكملن تعليمهن في محافظة بابل وكربلاء وديالى ، مقارنة بحوالي واحدة من كل خمس نساء ريفيات عراقيات في المحافظات الأخرى.

 ومع ذلك ، فإن البرامج المصممة لتحسين معرفة القراءة والكتابة في البلاد تفشل في الوصول إلى النساء الريفيات اللائي هن في أمس الحاجة إليها. لا يوجد سوى امرأة ريفية واحدة من كل عشرة نساء ريفيات يحضرن مراكز محو الأمية الأساسية ، مقارنة بتسع نساء في المناطق الحضرية، وواحدة من كل 20 امرأة ريفية حاصلة على درجة البكالوريوس في البصرة ، وهي أعلى نسبة في البلاد.

 واحدة من كل 500 امرأة ريفية حاصلة على التعليم العالي تقود النساء الريفيات إلى القوة العاملة (0.2٪). كل بضع نساء ريفيات يحملن درجات علمية تصل إلى أماكن حساسة لقيادة نساء ريفيات أخريات في سوق العمل.

وفي حديث للكاتبة الصحفية عدوية الهلالي عن واقع المراة الريفية، قالت” أيامها متشابهة، كأجنحة مروحةٍ لا تنفك عن التوقف، تبدأ بالعمل المبكر، وتنتهي بالنوم المبكر، لغرض النهوض المبكر أيضاً، وهكذا تستمر الدوامة اليومية وتدور المرأة فيها طوال اليوم دون كلل أو جزع، فهي حياتها التي اعتادتها ولم تجد بديلا عنهاً.. لم تعتد الشكوى أو التوقف لالتقاط الأنفاس فهي مطالبة بالعمل وتحمل المسؤولية باستمرار ومنذ طفولتها”.

 على الرغم من زيادة النسبة المئوية لمشاركة المرأة الريفية في القوى العاملة من 19.8 في المائة عام 2013 إلى 25.4 في المائة في عام 2016 ، من حوالي (اثنتان من بين كل 10 نساء ريفيات تتراوح أعمارهن بين 15 سنة وما فوق في عام 2013 زادت إلى حوالي 3 من بين كل 10 النساء الريفيات اللائي تتراوح أعمارهن بين 15 عامًا أو أكثر في عام 2016).

 وفقًا لبيان حقائق العراق الصادر عن منظمة العمل الدولية (ILO) والمتعلق بالبيانات الوصفية للعراق – المسح الاجتماعي-الاقتصادي للأسر المعيشية ، تبلغ نسبة العمالة إلى السكان (٪) 36.43 ، ومعدل البطالة (٪) هو 13.02 ، وهذا يعني عراقي واحد يعاني من البطالة من كل 4 عراقيين.

زواج مبكر ومعاناة معيشية وحرمان التعليم

أنجزت وزارة التخطيط – الجهاز المركزي للإحصاء تقريراً حول واقع المرأة الريفية في العراق، تجاوز سكان العراق 36 مليون نسمة تقريبا حسب تقديرات السكان لعام2015 وبفعل السياسات السكانية السابقة التي دعمت رفع معدلات نمو السكان، إذ بلغت نسبة النساء الريفيات تشكل حوالي( ثلث نساء العراق على مستوى المحافظات)، ويمثل سكان المجتمع الريفي ما يقارب من(نصف سكان المجتمع لخمس محافظات عراقية وهي المثنى وصلاح الدين وبابل والانبار وديالى).

وتعد ظاهرة تزويج الفتيات من الظواهر الشائعة التي تنتشر في المناطق الريفية بسبب الظروف الاجتماعية والاقتصادية والثقافية حيث يزوجون البنت بعمر (12 سنة) وبنسبة  تقدر بـ (امرأتان متزوجتان من بين كل ثلاث نساء).

وبين الأمية والزواج  في قرية (الرواشد) القريبة من ناحية الكرمة التابعة لقضاء الفلوجة، تم افتتاح فرع للفتيات في الثانوية الوحيدة فيها بعد ان كانت مختلطة وهو السبب الذي كان يجبر الأهالي على حرمان بناتهم من إتمام دراستهن الثانوية.. ولاقت هذه الخطوة قبولا لدى عدد لا بأس به من الأهالي الذين سمحوا لبناتهم بإتمام دراستهن.

احدى الطالبات قالت “انها تمكنت من إقناع أهلها بإتمام دراستها لكنها لا تثق في قدرتها على إقناعهم بدخول الجامعة بعد إتمام المرحلة الثانوية”.

الفقر والبطالة وجهان لعملة واحدة

وفقًا لخطة التنمية الوطنية 2018-2020 الصادرة عن وزارة التخطيط، فقد أظهرت المؤشرات أن معدل الفقر في المناطق الريفية يزيد عن الضعف في المناطق الحضرية ، وعندما يتم تصنيف المناطق الفقيرة وفقًا للبيئة ، فإن أفقرها هي ميسان الريفية (73٪) ، المثنى ( 64٪) وذي قار (61٪) والقدسية (60٪).

الفقر مرتبط بالتعليم ، ومعدلات الفقر في ازدياد مع انخفاض تعليم رب الأسرة ، وترتبط التحسينات في مستوى معيشة الأسر جزئيًا بالتعليم العالي لأفراد الأسرة الفقراء. بما أن المحافظات التي أشارت إلى الفقر في مناطقها الريفية ترتبط في الغالب بتعليم أقل مثل المثنى والقادسية وميسان ونينوى، فالتعليم يفتح أبوابه للمرأة ويجعلها أكثر تأهيلا وقدرة لقيادة أدوار مجتمعية مثمرة ولا سيما عندما لا يتمكن الرجل من القيام بأعمال مدرة للدخل، هنا يظهر دور المرأة الأكثر تعليما حيث تكون قادرة على حماية نفسها وأسرتها من آثار الصدمات الاقتصادية والاجتماعية، ومن خلال نتائج مسح تقييم الامن الغذائي والهشاشة للأسرة في العراق لسنة 2016، لوحظ تباين نسبة الامية والالمام بالقراءة والكتابة للنساء بعمر(15-24 سنة) بين الحضر والريف، اذ ان هناك (10 نساء اميات ريفيات مقابل 4 نساء اميات من نساء الحضر) . ولوحظ ان اكثر من نصف نساء الريف لمحافظات (بابل وديالى وكربلاء) لم يكملوا تعليمهم وهذا مؤشر خطير اذ بلغ مستوى التعليم لنساء الريف ممن لم يكملوا التعليم تراجعا كبيرا ً في مستوياته وهي نسب مرتفعة جدا.

ومن جانب آخر نلاحظ ان نسب من حصلن على شهادة البكالوريوس كانت متدنية جدا، اذ كانت نسبة المراة الريفية ممن حصلن على شهادة البكالوريوس لمحافظة البصرة 5% لم تكن بغداد العاصمة بأفضل حالا ًمنها حيث لم تحصل المراة الريفية على شهادة البكالوريوس سوى2% من بين محافظات العراق، فيما حاولت عدة جهات مساعدة المرأة الريفية ومد يد العون لها لتتغلب على جهلها وأميتها. وحسب بيانات الجهاز التنفيذي لمحو الأمية الذي تم تطبيقه في العراق فقد تم افتتاح الاف المراكز لمحو الامية، الا ان نسبة النساء الريفيات الدارسات في مراكز محو الامية لمرحلة الاساس لا زالت متدنية اذ بلغت نسبة الدارسات ما يقرب ( امراة ريفية واحدة مقابل ثمان نساء من الحضر).

بطالة .. إهمال صحي .. فقر

ان معدل البطالة يلاحظ ارتفاعا اذ بلغت نسبة البطالة للنساء الريفيات لعام 2014  (حوالي ضعف نسبة نساء الحضر).فيما ارتفعت هذه النسبة لنساء الريف عام 2016 وتعكس البيانات الإحصائية إن معظم النساء الريفيات يعشن في ظروف اقتصادية هشة بسبب فقدان الاستقلالية الاقتصادية. وتعاني المراة الريفية من الاهمال الصحي، اذ تعرضت المراة الى حالات (العجز الكبير) او الضعف أو النقص الجسدي أو العقلي مثل بتر الأيدي أو الأرجل أو الشلل النصفي أو العاهة الجسدية أو الإعاقة العقلية، وحسب نتائج المسح الاجتماعي والاقتصادي للأسرة في العراق  لسنة 2012 تبين ان أعلى شدة للعجز الكبير بين النساء الريفيات لما يقع على عاتق المراة من مهام كبيرة في أسرتها يعرضها بالتالي الى العجز وبنسب مرتفعة جداً اذ تعاني (اكثر من50 %) من بين نساء الريف (لمحافظات الانبار وكربلاء وذي قار) من العجز الكبير.

كما يعد الفقر والجوع من أشد الآفات الإجتماعية  والإقتصادية للأسر العراقية في الحضر والريف، وأن تقصي حالة الفقر ورصد اتجاهه وأسبابه والمناطق التي يتركز فيها هي من أجل رسم السياسات ووضع الخطط لتحقيق التقدم وتخفيف منه، حيث بينت النسب ان مؤشر الفقر من بين (7 نساء من الريف مقابل 3 نساء من الحضر تعاني الفقر) وتعاني اكثر من ثلاثة محافظات من النساء الريفيات من شدة الفقر والتي (تجاوز الـ50%) من سكان تلك المحافظات التي تركزت جنوب العراق في(ميسان والمثنى وذي قار).

وفقًا لـوكالة الاستخبارات الامريكية  CAI (كتاب الحقائق العالمي) العراق ، فإن النسبة المئوية من إجمالي القوى العاملة من الفئة العمرية 15-24 عامًا عاطل عن العمل. الإجمالي: 25.6٪ ، الذكور: 22٪ ، الإناث: 63.3٪ (2017) ، والمقارنة بين الدول والعالم: 47 (ثلاث نساء عراقيات من بين كل خمس نساء عراقيات عاطلات عن العمل).

 ثلاثة أرباع النساء الريفيات عاطلات عن العمل

 حوالي امرأة ريفية فقيرة في محافظة السليمانية مقابل 18 امرأة ريفية فقيرة في محافظة ميسان تؤدي إلى محافظات تكون فيها النساء أكثر فقراً ، ولا سيما في المحافظات الجنوبية (ميسان، المثنى ، ذي قار) ، بينما تحصل على أعلى المراكز الريفية فقر النساء، ووفقا لـ (منظمة العمل الدولية) المرأة ومؤشرات سوق العمل الرئيسية الخريطة التفاعلية.

وفقًا لخريطة الجوع لبرنامج الأغذية العالمي انتشار نقص التغذية في إجمالي السكان (النسبة المئوية) في الفترة 2016-2018  (لا يحصلون على ما يكفي من الطعام). في المستوى الاسوا الثاني ـ وفقًا للمخطط التفاعلي (منظمة العمل الدولية) – (ILO) ، سينمو الناتج المحلي الإجمالي للعراق بنسبة 2527 دولار للشخص الواحد أو 11 ٪ (تعادل القوة الشرائية) ، وهذا يعني إذا دخلت 25 في المائة من النساء الريفيات إلى القوى العاملة (يعملن )) زيادة إجمالي الناتج المحلي حوالي (69) مليار دولار (تعادل القوة الشرائية).

إجمالي الناتج المحلي = 2527 دولار × 11٪ × 25٪ = 69.4925 ~ (69) مليار دولار (PPP)

تعكس البيانات الإحصائية أن معظم النساء الريفيات يعشن في ظروف اقتصادية غير مستقرة بسبب فقدان الاستقلال الاقتصادي، ويرى الباحث الاجتماعي مؤيد الابراهيمي من كلية الآداب في جامعة بغداد ان التقاليد الريفية تندرج تحت النظام العشائري الذي ينظم حياة الأفراد في الارياف بقدر ما يفرض عليهم احيانا أعرافا جائرة كما يحدث في حالات تزويج الفتيات.

الأنشطة الإرشادية لتمكين المرأة الريفية

 بسبب العدد الإجمالي للمرأة الريفية حوالي (5 ملايين) من أصل حوالي (18 مليون) امرأة في العراق، وعلى الرغم من البرامج الوطنية الحكومية مع المنظمة الدولية منتديات عشوائية وغير فعالة لأعداد كبيرة من النساء الريفيات ولكن المساهمة في تدريب حوالي (1438) مشاركة ، تتلقى ثلاث نساء ريفيات التدريب في كربلاء وواحدة في بغداد وديالى.

يتلقى برنامجان ريفيان تدريبات في واسط مقابل ريف واحد في كل من بغداد وديالى. 30.4) كما هو مبين في الشكل 2 من التقرير عن طريق تسجيل (2.864197531) حوالي 3 ملايين لسد فجوة الأمية وكذلك الدورات التدريبية المستمرة للنساء مع التركيز على المدن ذات التركيز العالي من النساء الريفيات (نينوى ، بابل وبغداد) والتي تشكل حوالي 31٪ من النساء الريفيات في العراق. للتخطيط لتنفيذ الدورات التدريبية للمشاركة (1034772) حوالي مليون امرأة ريفية مع رصد ميزانيات الوزارات المعنية أو عرض الاستثمار. بالإضافة إلى تسهيل مهمة عدد النساء الراغبات في الالتحاق بالتعليم ، وهو ما يمثل 28.9٪ (1.5) مليون ريفي يرغبون في الالتحاق بالتعليم ، بالإضافة إلى دعم 24.4٪ (1.3) مليون ريفي لاستكمال التحصيل العلمي.

• يشمل البرنامج الحكومي إدراج عنصر المرأة الريفية في كل من مشاريع التنمية الريفية والزراعية لتزويد المرأة الريفية بالمهارات اللازمة ، وتقديم قروض عينية لإنشاء مشاريع صغيرة مدرة للدخل ، بالإضافة إلى دورات في في مجال محو الأمية ، رفع الوعي الصحي وتطوير منهجية العمل الإرشادي في الوزارات ، خاصة فيما يتعلق بالبرامج. إدارة تنمية المرأة الريفية ودورها في مجالات الاقتصاد المنزلي والأعمال الزراعية وأنشطة التنمية.

• ركزت الاستراتيجية الوطنية للنهوض بالمرأة العراقية على الفرص المعززة للتنمية المكانية (الحضرية والريفية) التي تضمن المساواة في توزيع الاستثمارات الموارد المالية الجغرافية مع الاستفادة من رعاية المرأة الريفية. قرار مجلس الوزراء رقم (164) لسنة 2014 بالموافقة على الاستراتيجية الوطنية للنهوض بواقع العراق.

شاهد أيضاً

سجون النساء تحتاج الى حلول سريعة

انتخاب القيسي و ايناس الموسوي  نشرت منظمة هيومن رايتس ووتش  تقريرا  استندت فيه إلى شهادات …

error: Content is protected !!