نبراسة

سلامة الصالحي

اتصلت بها صباحا… كان صوتها المميز ببحة الفراتيين الحنونة…اهلا حبيبتي تنوريني …

وكانت نبراسة هكذا احب ان ادللها لشدة اعتزازي بها قد احتفظت بصور قديمة لي بعد ان اجرت مقابلة معي لتلفزيون الرشيد من سنين طويلة فحفظت ارشيفي الذي لولاها لكان قد تلف او ضاع بسبب تحويلاتي من بيت لاخر في بغداد للظروف الامنية والوظيفية …

الدكتورة نبراس المعموري … مستشارة مجلس النواب والاعلامية المميزة والمرموقة في العراق .. التي شقت طريقها بنجاح نادر اعتمدت به على نفسها دون ان تتكأ على حزب او مؤسسة فصارت هي مؤسسة قائمة بذاتها وتنافس كبريات المؤسسات الاعلامية العراقية بنشاطها وعملها الذي يحتاج الى جيش من المساعدين عبر مؤتمرات وورش ودورات تطويرية للاعلامية العراقية …

فنشأ جيل من الاعلاميات المميزات تحت رعايتها ودعمها ..اضافة لتمثيلها العراق وبجدارة في المحافل الدولية…..نبراس جميلة مثل نجمات السينما … لكنها لم تأبه لهذا الجمال وأهتمت بتطوير كيانها الخاص واكملت الماجستير والدبلوم وعلى وشك مناقشة الدكتورا …لها اولاد ناجحين ونافعين للبلاد والناس وتميزوا بالاخلاق العالية والعطاء وهذا ديدن النساء العظيمات اللواتي يغرسن كل المثل الجميلة في نفوس ابنائهن …

حوربت نبراسة كثيرا … فالخراب الذي ملأ النفوس ودحر الجمال … وانحاز للاحقاد والكراهية… عانت منه النفوس النقية والبريئة … وتطاولت عليها ذوائب الزمن المشوه لكنها لم تنهزم وواجهت كل الذي واجهتهه ببسالة النساء الفراتيات وقوة الأسس التي بنى عليها ذلك الاب اليساري أبنته ..لا ادري ربما لأنني من الفرات … فأنحاز لحزنه وطيبته وعطاءه الذي انعكست صفاته على ناسه وصرنا نشبه الفرات قيمة ومعنى…

تحاورنا عن المصاعب والمحن التي واجهتنا…وعن تلك القوة الخفية التي سحقت جمر الايام لكنها لم تشوه ارواحنا التي ظلت تائقة للعراق ومستقبله ووجوده …سنظل نحلم ونحمل شعلة الامل في وطن أجمل وناس أجمل…

شاهد أيضاً

تأثير مشاهير المحتوى السلبي في مواقع التواصل الاجتماعي على المجتمع

إسراء الجوراني على الرغم من ان مواقع التواصل الاجتماعي بدأت في الظهور منذ نهاية التسعينيات …

error: Content is protected !!