اتحاد أدباء البصرة يطالب بتكريم امينة مكتبة البصرة الراحلة بتسمية شارع بإسمها

حذام يوسف طاهر

ليس هناك أجمل من انك تدافع عن مدينتك وعن معالمها الثقافية وانت لاتملك غير محبتك للوطن ولكل الناس، رائع هذا الحب المتداخل مع الايمان والثقة بأنك قادر على ان تدافع عن ثقافة المدينة، ان تبني ولاتركز كثيرا بالعراقيل، مدهش ان تصنع الحياة وتحتفل بها بطريقتك الخاصة، التي ينبهر بها العالم وأبناء بلدك.

قبل اسابيع توفيت أمينة مكتبة البصرة عالية محمد الخفاجي، متأثرة بإصابتها بكورونا، والست عالية الخفاجي معروفة بأنها بطلة الثقافة وأمينة مكتبة البصرة، التي عملت بها لمدة 30 عاما.

عالية محمد باقر الخفاجي، أمينة المكتبة المركزية في البصرة، ولدت عام 1952 في مدينة المعقل، التابعة لمحافظة البصرة جنوب العراق، استطاعت إنقاذ مجموعة من الكتب والمخطوطات النادرة من التلف والدمار التام خلال الحرب على العراق، حيث يقدر عدد الكتب الناجية حوالي ثلاثين الف كتاب، بما في ذلك مخطوط كتاب سيرة النبي محمد صلى الله عليه واله وسلم، الذي يعود تاريخه إلى حوالي 1300 سنة.

لا يتوفر وصف.

وشكلت قصتها البطولية مصدر وحي وإلهام لتأليف كتابين يرويان حكايات البطولة في أوقات الشدّة.

واليكم الحكاية التي صنعت البطولة وصاغت معانيها، إذ شغلت عالية منصب أمينة مكتبة البصرة، وقبل اجتياح القوات البريطانية المنطقة في عام 2003، “كانت تخشى من تعرض محتويات المكتبة من كتب ومخطوطات لا تقدر بثمن للدمار والتخريب نتيجة للحرب وتبعاتها، فطلبت من محافظ البصرة وقتها السماح لها بنقل محتويات المكتبة إلى مكان أكثر أمانا، لكن قوبل طلبها بالرفض من دون توضيح لأي سبب يمنعها من القيام بحماية هذا الكنز!، لكنها لم تكترث لرفض المحافظ، فبدأت بنقل الكتب ليلا، وعند اجتياح القوات البريطانية للبصرة، هرب المسؤولون الحكوميون، وواصلت عالية جهودها في نقل الكتب وساعدها في ذلك مجموعة من أهالي الحي، وقاموا بنقل المحتويات إلى مطعم مجاور اسمه مطعم حمدان.

لا يتوفر وصف.

ونجحت عالية وبمساعدة أهل الحي بنقل عدد كبير من محتويات المكتبة الثمينة، وبعد أسبوع من نجاحها، تعرضت المكتبة لحريق غامض لم يعرف سببه، أدى إلى تلف ودمار الآلاف من الكتب والمخطوطات المزخرفة.

هذا الأمر استفز فضول المراسلة في صحيفة “نيويورك تايمز”، شايلا ديوان، فكتبت عن قصة عالية الملهمة في عام 2003، وصرحت بعدها في مقابلة إذاعية في شباط 2005 أن “القصة برزت لأنها كانت قصة بطولية من الواقع فعلا، فقد كانت تخشى من أن المكتبة التي تعتبر مقر عملها ستتعرض للقصف، ولذا كانت حريصة جدا على إنقاذ الكتب التي لا يعوض بعضها”.

وأثارت مقالة شايلا ديوان اهتمام بعض مؤلفي كتب الأطفال الذين لمسوا فيها قصة شجاعة وبطولة، فقد صرحت الكاتبة جانيت ونتر في مقابلة إذاعية: “شعرت فورا بإحساس قوي من التفاؤل في القصة، وكان شعورا إيجابيا حقاً ومثالاً على تفاؤل الروح الإنسانية في ظروف غير إنسانية”.

لا يتوفر وصف.

وصرّح المؤلف مارك ألان، في مقابلة إذاعية بأن “القصة مثيرة للمشاعر لكونها تروي حكاية شخص يتصدى للدفاع عن شيء عزيز عليه وبه فائدة كبيرة للناس، وتصادف أن هذا الشيء هو الكتب التي هواها”، وبعد قراءتهما المقال بدأ كل من ستاماتي وونتر العمل على وضع كتب مزينة بالرسوم تروي حكاية عالية الخفاجي.

فنشر كتاب ستاماتي بعنوان “مهمة عالية”: إنقاذ كتب العراق” في كانون الأول 2004، ونشر كتاب جانيت ونتر في كانون الثاني 2005 بعنوان “المرأة التي أنقذت مكتبة البصرة”.

وفي العراق والبصرة تحديدا طالب اتحاد أدباء البصرة متمثلا برئيس الاتحاد الدكتور سلمان الكاصد، بتسمية شارع المكتبة او شارع من شوارع البصرة بأسم هذه السيدة البطلة الشجاعة، وقد لاقى هذا المطلب الترحيب من جميع الادباء والمثقفين، لانه حق لاسم يجب ان تتذكره الاجيال في المستقبل وتنهل من نبع المحبة والايثار لهذه البطلة.

الشاعر والمتحدث باسم اتحاد ادباء البصرة حبيب السامر اكد هذا المطلب قائلا :

نناشد وزير الثقافة وهو جزء من الوفاء للراحلة الحية في قلوبنا والتي حافظت على ارث البصرة الثقافي، وعلى كتب ثمينة، ونناشد محافظ البصرة أن يكون لها تمثال في مدخل المكتبة المركزية.

لا يتوفر وصف.
لا يتوفر وصف.

شاهد أيضاً

برعاية معالي وزير الثقافة والسياحة والاثار وباشراف الوكيل الاقدم للوزارة، دار المأمون للترجمة تعقد مؤتمرها الخامس

كتب / عمار الخالديعدسة / صباح الزبيدي تحت عنوان :(#المأموناشراقةُالعراق على العالم) برعاية معالي وزير …

error: Content is protected !!