شارع الرشيد ينبض بالحياة من جديد

بغداد تُعيد ترميم قلبها الثقافي وتحوّله إلى متحف مفتوح

 تتواصل في العاصمة بغداد أعمال المرحلة الثالثة من مشروع تأهيل شارع الرشيد، أحد أعرق الشوارع التراثية في العراق، ضمن مبادرة “نبض بغداد” التي أُطلقت بإشراف مباشر من دولة رئيس مجلس الوزراء المهندس محمد شياع السوداني، وبمشاركة فاعلة بين وزارة الثقافة والسياحة والآثار وكل من أمانة بغداد، ورابطة المصارف الخاصة العراقية، وبدعم من البنك المركزي العراقي وصندوق تمكين.

يهدف المشروع لتحويل شارع الرشيد إلى متحف تراثي مفتوح في الهواء الطلق، يعكس الهوية البغدادية ويستعيد روح العاصمة التي طالما عُرفت بحيويتها الثقافية والمعمارية.

 أعمال التأهيل شملت إزالة طبقات الأسفلت القديمة، تمهيدًا لرصف الشارع بـحجر البازلت المستورد والمستخدم في تزيين شوارع المدن التاريخية الكبرى حول العالم، مع تقنين حركة المركبات والبضائع داخل الشارع، وإعطاء الأولوية للمشاة.

دور محوري لوزارة الثقافة لحفظ التراث وتفعيل السياحة.

تتولى وزارة الثقافة والسياحة والآثار الإشراف على عمليات ترميم وتأهيل المباني التراثية الواقعة بين ساحة الرصافي وساحة الميدان، والبالغ عددها 72 مبنى.

 ويجري العمل وفق معايير الترميم الدولية، وبمشاركة نخبة من المختصين في العمارة الإسلامية والتراث الحضري، لضمان الحفاظ على هوية الشارع البغدادي الذي يعود تأسيسه إلى أوائل القرن العشرين.

وتعمل الوزارة أيضًا على إعادة إحياء الأجواء الثقافية الأصيلة لشارع الرشيد عبر تنظيم الفعاليات الفنية والموسيقية والمعارض الشعبية، ضمن الاحتفال باختيار بغداد عاصمة السياحة العربية لعام 2025.

 الوزارة تؤكد التزامها الكامل بصون التراث العمراني وإعادة توظيفه حضاريًا، ودعت جميع الجهات المعنية، من مؤسسات رسمية وقطاع خاص ومجتمع مدني، إلى دعم هذا المشروع الحيوي الذي يُسهم في تعزيز الاقتصاد الوطني وتنشيط القطاع السياحي، فضلاً عن ترسيخ الهوية الثقافية للعاصمة بغداد.

هوية تراثية ببنية تحتية عصرية

يتزامن المشروع مع تحديث شامل للبنية التحتية، يشمل شبكات الماء، والمجاري، والكهرباء، والاتصالات، إلى جانب تأهيل الإنارة العامة، وتشجير وتأثيث الأرصفة والساحات، بهدف توفير بيئة حضرية تعكس الطابع التراثي وتواكب المعايير الحديثة في إدارة المدن حيث يمثل المشروع خطوة استراتيجية لإعادة الحياة إلى قلب بغداد، من خلال تنشيط الحركة التجارية والسياحية والثقافية، وجعل شارع الرشيد مركزًا للفعاليات والمهرجانات والأنشطة المجتمعية التي تستقطب الزوار من داخل العراق وخارجه.

شارع الرشيد ذاكرة حيّة ومسرح مفتوح لتاريخ العراق الحديث، ونقطة إنطلاق لمستقبل ثقافي واعد.

شاهد أيضاً

الثقافة تهنئ بفوز الفيلم العراقي “كعكة الرئيس” بمهرجان كان

هنأت وزارة الثقافة والسياحة والآثار، اليوم السبت، بفوز الفيلم الروائي (كعكة الرئيس) بجائزة (اختيار الجمهور) في مهرجان …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!