
د. محمد وليد صالح
بعد اسدال الستار عن فعاليات مؤتمر القمّة العربية ومؤتمر الإعلام العربي الرابع واستمرار بغداد عاصمة للسياحة العربية، ما يؤشر ظهور حالة الثقة الدولية الجديدة في البلد ومدى تأثيره في وسطه الإقليمي وفاعليته، وقد احتضنت مهرجان المرأة الإعلامية الدولي وجائزة أطوار بنسخته الرابعة عشرة لمنتدى الإعلاميات العراقيات بمشاركة عدة دول ومنها فلسطين، والأردن، ومصر، والبحرين، ولبنان، والمغرب، وموريتانيا، واليمن، وسلطنة عمان، لمناقشة تحديات متعددة الأوجه، تواجه المرأة في مختلف مناحي الحياة السياسية والاقتصادية والأمنية يضاف إليها التداعيات الناجمة عن الحروب والنزاعات التي تعصف بعدد من بلدان المنطقة.
وعلى الرغم من الجهود الحثيثة، التي بذلتها حكومات البلدان العربية في مجال النهوض بأدوار المرأة في المجتمع، إلا أن هذه الجهود لا تزال تواجه عراقيل عدة لتحقيق الأهداف المرجوة واستكمال متطلبات التنمية المستدامة، بوصف عملية التمكين تغيير شامل مسؤولة عن رفع مكانة المرأة بمساعدة الدولة والمجتمع ودعمها، والتركيز على أهمية السياسة والعمل الجماعي، لتمكينها من وضع جدول أعمالها وأهدافها بنفسها وزيادة قدرتها على السيطرة على حياتها، مما يتطلب انتهاج آليات وإجراءات واضحة.
وضمن فعاليات المهرجان بنسخته الحالية بالتزامن مع اليوم الوطني للصحافة العراقية وذكرى تأسيسها السادسة والخمسين بعد المئة 1869 – 2025، اقامت ورشة العمل الدولية التي شملت على زيادة مستوى القدرة والسيطرة على موارد الأسرة ومصدر دخلها وحصولها على فرص العمل المتكافئة مع الرجل وتجفيف منابع الأميّة الرقمية التي تعاني منها، فضلاً عن انخراطهنَّ في العمل السياسي والمشاركة العامة بصناعة القرار والتمثيل في المحافل المحلية والإقليمية والدولية من أجل التخفيف من حدة المعوقات الاجتماعية والثقافية والنفسية التي تواجهها، ولاسيّما التأكيد على احترام الحقوق التربوية والقانونية والصحية.
مما يستدعي العمل على تأسيس نقابي يسمى بمنتدى الإعلاميات العربيات وإنشاء مدينة إعلامية مواكبة للتطورات الحاصلة في العالم، لتجسيد رؤية جامعة لواقع العمل والحد من الصعوبات التي تواجه عمل المرأة الإعلامية في صناعة المحتوى الرصين الذي يسعى إلى تعزيز الهوية الوطنية ورعاية التنوع في جميع البلدان.
ومع اتساع الفجوة الرقمية تُترك النساء والفتيات خلف ركب التقدم، وأن غياب إبداع وبصيرة نصف العالم والصور النمطية الضارة لن يتيح للعلم والتكنولوجيا إلا بتحقيق نصف الإمكانات المحتملة، وأشارة بيانات أممية سابقة إلى أن ثلاثة مليارات شخص ما زالوا غير متصلين بالإنترنت غالبيتهم من النساء والفتيات في الدول النامية. كما تمثل المرأة نحو عشرين بالمئة من العاملين في مجال الذكاء الصناعي الذي يُشكل مستقبل العالم، وأن الاستخدام السليم للتكنولوجيا يمكن أن يجعلها محفزاً لتقليص الفقر والجوع وتعزيز الصحة وتوفير فرص العمل، والتخفيف من آثار تغير المناخ ومعالجة الأزمات الإنسانية وتحسين الوصول إلى الطاقة بما يعود بالنفع على النساء والفتيات للإفادة من إمكانات نصف البشرية.