أيها البَحر… خُذني إليك

دنيا علي الحسني

ضمَّني إيها البحرُ بصدرِ أمواجك

خُذني بعيداً … خُذني معك 
إنّي كَتبتُك حكايتي كي أتبعَك 
ترفَّقْ بي وبقَواربي … تَركتُ الكونَ كلَّه 
حتى أسمَعك … فَكنْ رقيقاً عطوفاً  
فَلا أحتملُ ثَورتك … مَوجك العاتي أمامي 
يتَكسّر على صْخورِ شاطئ الأمنيات 
يا بحرُ أنتَ جدارٌ من زُجاج …
 وَقفتُ أنتَظر سكونَك … 
فليدعْ مَوجك قَلبي المُحاصر … 
بَين الأصداف والصخور …
أيها البَحر … 
الأحلام إختَبأت خَلف شواطئ الوصل  
وهي تُحاصر نَومي .. كأنّها سَراب …  وفي  يَد الغَيب حَنين وإشتياق …
لزُرقةِ وَجهك وهُدوئك.. وصَمتُ محيّاك 
أحتاج الى حُضنك أيها البَحر 
قارب الشوق والانتظار …
يَشقُ عِباب البَحر بِصمتٍ وتَرقُب 
غَرقتُ حُباً فيك …
أتواعدُ مَعك عِند المَغيب …  
لأشهَد رَسم تلك اللوحة الجَميلة 
التي تُعانق فيها أشعةُ الشَمس الغَائبة 
وأمواج  البَحر على رمالِ شاطئك الذَهبية
مُلتَقى العُشاق الحَالمين … ومَلجأ الهاربين  
وما من مُنقذٍ لَهم … غير هَدير أمواجك 
تَعلو فَوق سَمائي … من يستَطيع
 تَفسيرُ غْموضك أيها البَحر ..
أنت والجَمال تَوأمان … 
الجَمالُ من فَوقك … والجَمالُ في أعماقك 
النَوارسُ تُغني شُكراً للسَماء … 
والصخور  تَنحَني إجلالاً لإطلالتك 
وغروب الشَمس خْيوط غَزل …
ذَهبية  تُطرز ثياب الأفق … 
على شاطئك … عيوني غارقَة 
في أصدافِ المَحبة والعشق … 
ومَرجان يتلّون للأحبة في أعماقك
تهوي إليه أفئدة  العُشاق … 
فَتسيرُ نَسماته  في خُلجانِ الفؤاد 
وتَروي عَطش الهِيام … 
أستَغيثُ بحنوِّ إنسيابية أمواجك  
أيها البحر الواسع …
قَد تاه دَليلي عَني وأنا القُبطان …
من فَرطِ الحَنين وأستَغيث قُرباً وأملاً الشاطئ المَسحور .. أضحى قرب قلبي 
وزادَ بُعداً وإختَفى خَلف الضَباب … 
خُذني إليك يا بَحر الأماني … 
لتَرسمك ريشَتي وألواني …
لأنك هِيامُ وجداني …

شاهد أيضاً

نقيب الفنانين العراقيين : دورة مهرجان المسرح العربي في بغداد ستكون مميزة وتختلف عن سابقاتها

اكدت نقابة الفنانين العراقيين ، مضيها في تعضيد الشراكة مع الهيئة العربية للمسرح والمهرجانات العربية …

error: Content is protected !!