حوار مع الشاعرة اللبنانية يسرى البيطار

الكاتب والشاعر والقاص المصري د.صابر حجازي..

س -كيف تقدمين نفسك للقراء؟

– لقد ولدت شاعرة في قرية اسمها (كفيفان) شمال لبنان، وكان لقريتي وطفولتي دور في تعميق الموهبة. وأنا أؤمن بأن الشعر هو الشعور، والإحساس العالي، وامزجهما بالقيم.

س -إنتاجكِ الأدبي : نبذة عنه ؟

– مجموعتي الأولى صدرت عام 2014 عنوانها “عطر من الشوق”، ثم مجموعتي الثانية عام 2016 عنوانها ” أكاد من المحبة أسقط”، وقد نالت هذه المجموعة جائزة ناجي نعمان الأدبية العالمية للإبداع سنة صدورها. 

أما المجموعة الثالثة فقد صدرت مؤخرا عام 2020 وعنوانها “منازل العشق”.

هذا في الشعر.ولي أيضا مؤلفات وأبحاث منشورة في اللغة العربية وفي النقد الأدبي. 

س -كيف كانت البداية ؟

 – البدايات قديمة في الكتابة شعرا ونثرا وأنا اتمتع بأسلوب جميل منذ أيام الدراسة اليافعة. 

لكن البداية في النشر كانت عام 2014 بعد أن اقتنعت بأهمية ما أكتبه وبأنه سيضيف شيئا إلى الإنسانية، لأنني أعتبر أن النشر مسؤولية ورسالة وليس هواية خاصة كالكتابة بحد ذاتها. 

فيوم كتبت قصيدة أعجبت بها أرسلتها إلى جريدة الأنوار اللبنانية، ومن هناك بدأ يظهر إعجاب القراء، والمسؤول عن تلك الصفحة الثقافية الأستاذ جورج طرابلسي، وكرت سبحة القصائد. هكذا كانت البداية.

 س -من وقف بجانبك مشجعاً ؟

– أيام الدراسة شجعني الأهل كثيرا على القراءة والكتابة، وكان والدي يحب الشعر ويكتب الموزون، وكانت والدتي متضلعة في اللغة العربية.

كذلك لقيت تشجيعا كبيرا من اساتذتي وأذكر فضل أربعة منهم علي بشكل خاص، وكانت إحدى معلماتي في المرحلة المتوسطة تسميني “مي زيادة”. 

أما في مرحلة النشر فقد وقف بجانبي مشجعا وموجها الشاعر اللبناني الكبير الأستاذ جورج شكور. 

س -و ما تأثير ذلك على حياتك الأدبية ؟

– الشاعر كالطفل أو كصغار العصافير بعد أن يطلقوه يطير محلقا في قضائه الخاص. فليس بعد في قبضة أحد. 
س -بمن تأثرتِ من الشعراء ؟

– لعل الأثر الأكبر في قلبي هو لشعراء العذرية خصوصا، فهؤلاء درجة عالية من الشعر عز نظيرها.

كذلك تأثرت واتأثر بالرهافة والدمع حين يغشى قصائد السياب أو الشابي أو الشريف الرضي…

ومن الناحية الفنية تأثرت بجمالية سعيد عقل وجورج شكور. ومن ناحية أخرى أثر في طبعا جبران خليل جبران. 

س -انتشرت في الأوساط الشعرية وخصوصاً عند بعض النقاد والأدباء فكرة عدم وجود امرأة شاعرة ؟

– أظن أن هذه الأوساط التي تتحدث عنها لا يمكن أن تكون أوساط نقاد حقيقيين أو أدباء، فالمرأة الشاعرة موجودة منذ الخنساء، مرورا بولادة بنت المستكفي، ولميعة عباس، وباسمة بطولي وسواهن، وصولا إلى يسرى البيطار. 

وليس ذلك ترفا أو إضافة شكلية، وإنما هو موقف حاسم في ميزان الشعر العربي. 

أما العدد القليل نسبة إلى عدد الشعراء الرجال فيعود إلى الظروف الاجتماعية والنظرة إلى النساء التي تدفعهن في اتجاهات أخرى، وتقمع مواهبهن أحيانا؛ لا شك في ذلك.

س -هل تعرضتِ إلى استخفاف وعدم الاعتراف بكِ كشاعرة والتشكيك بشاعريتك ؟

– لم أتعرض لموقف مشابه إطلاقا، وهنا أوجه تحية تقدير إلى مجتمعنا اللبناني الداعم للمرأة المثقفة، وإلى الوسط الثقافي في لبنان بكل مناطقه واتجاهاته.

س -المشهد الشعري اللبناني الآن – كيف هو  ؟

– قد لا يختلف المشهد الشعري اللبناني اليوم عن المشهد الشعري العربي، فهناك فوضى وانفلاش في النشر ومحاولات ضعيفة جدا واضطراب في المعايير، لكن الشعر العظيم يفرض نفسه، ويبقى ساطعا إلى أجيال وأجيال. 

س -ما هو الشيء الذي تتمسكين بتحقيقه ؟

– أعتقد أن لا شيء يستحق أن نتمسك به في هذه الحياة إلا الحب. والحب يجب أن يكون متبادلا. فإذا كان من طرف واحد فإنه غباء موصوف.

س -ماذا يمثل لكِ لبنان وهو الآن قلب الأحداث ؟

– لبنان هو وطني الجميل، رسالة المحبة والتعايش الحقيقي. 

لبنان يستحق أفضل مما هو فيه، وبالنسبة لي هو مهبط الإلهام.

س- ماذا عن ديوانكِ الأخير ؟

– ديواني الأخير “منازل العشق” خلاصة ما كتبته في أربع سنوات. فيه الحب والشغف ، والشوق والألم، والوجد والعناق وحب لبنان، وفيه قصائد للمغرب والجزائر والأردن حيث شاركت في مهرجانات شعرية ، وقصائد للقدس وهي قضيتنا العربية الجامعة بإذن الله. 

س -عن ماذا تدور أغلب قصائدكِ ؟

– أعتقد أن الشاعر عشق أو لا يكون.

لذلك فأغلب شعري معجون بالحب والعاطفة الصادقة.

وإذا زعموا أن أجمل الشعر أكذبه فأنا قلت:”فأجمل الشعر لا شكل ولا صوربل أجمل الشعر قلبي حين يحترق”

ولكنني بعد حين قلت:”

قد قلت يوما وإني الآن أخطئها

أن أجمل الشعر قلبي حين يحترق

فأجمل الشعر ما قبل الحريق

جوى وبعده لا دم يرجى ولا رمق”

س -ما نوع الدعم الذي يحتاجه المبدع ؟

– المبدع يحتاج إلى دعم عاطفي، أن يشعر بأن من يحبهم يؤمنون به، كما يحتاج إلى دعم مادي لأغراض النشر والانتشار، وإلى دعم إعلامي إن كان يستحقه طبعا.

لكن أيا من أشكال الدعم ليس حاسما، وغيابه لن يكون عائقا، لأن الشاعر يتفجر كنبع الماء من الصخر.

س -مشروعك المستقبلي – كيف تحلمين بِهِ- وما هو الحلم الأدبي الذي تصبين إلى تحقيقه ؟

– أصبو بلا شك إلى جائزة نوبل للآداب، وأن يصل هذا النبض الدافق في قلبي إلى العالم. أعلم أنني أستحق ذلك، وأن وطني لبنان ووطننا العربي يستحقان أيضا. 

س -أمنية لم تتحقق لكِ كشاعرة ؟

– الوقت مبكر للحكم على ما لم يتحقق، فالملاعب لا تزال فسيحة خضراء إن شاء الله.

 س -أنت عضو في العديد من المنتديات الثقافية والادبية ولك موقع خاص باسمك- فهل استطاعت الشبكة العنكبوتية تقديم الانتشار والتواصل بين الأديب والمتلقي ؟

– لا شك في أن لشبكات التواصل الاجتماعي دورا كبيرا يساعد على نشر الكلمة والفن، وإن كانت أحيانا تخلط الأوراق، وتتعرض لأساليب الدعاية، لكن الجمهور لا يمكن خداعه طويلا، فهو يعيد التصنيف بشكل صحيح ولو بعد حين. 

س – وأخيراً ما الكلمة التي تقولينها في ختام هذه المقابلة ؟

– أنا أشكرك الاستاذ الاديب المصري د.صابرحجازي على هذا الحوار اللطيف كما أشكر القراء هنا على المتابعة. أتمنى الاستقرار للبنان والوطن العربي، ليعود الإبداع إلى الصدارة

شاهد أيضاً

سمر الشمري.. الذكورية الطاغية، تستسلم إذا كانت رقة الأنثى لا تعني الضعف، بل القوة

مترجمة وكاتبة أكملت دراستها الأكاديمية في كلية الآداب قسم الإنجليزي، ساعدها تخصصها العلمي لأن تعمل كمترجمة …

error: Content is protected !!