تزويج الفتيات في العراق مسلسل مستمر ولا حلول في الافق

زهراء المالكي

صدمت الفتاة زهراء علي، (١٦ سنة)، التي تسكن مدينة النجف، بقرار اسرتها لتترك دراستها وتتزوج من أحد أبناء عمها في مدينة البصرة، لتضيع أحلام طفولتها في نيل شهادة جامعية ووظيفة تؤمن لها مكانة اجتماعية تسعى بعدها للحصول على الماجستير والدكتوراه.

زهراء الأكبر بين خمسة أخوان وثلاث بنات، انتقلت الى البصرة، لتعيش مع اسرة زوجها التي تعودت تعنيفها منذ اللحظة الأولى لدخولها منزلهم، فتبددت تصوراتها عن الزواج والحب والسعادة التي حلمت بها.

بدأت الفتاة بالتفكير بعدة خيارات املا بالخلاص من سجن باتت جدرانه تضيق عليها، بعد ان عجزت عن إيجاد طريقة ترضي الزوج الذي يكبرها بأربعة سنين، وامه التي صارت تتفنن بطرق اهانتها كجارية تعمل بالمجان.

وتقول زهراء، إن “زواجي لم يدم سوى عام واحد انجبت فيه ولدي البكر، وازداد بمقدمه التعنيف النفسي والجسدي الذي بت اتعرض له، فقررت الهروب الى النجف حيث اسرتي للخلاص من المعتقل الذي سجنت فيه”.

الوصمة الاجتماعية للمطلقات دعت اسرة زهراء للسعي الى تزويجها من رجل آخر بعد عام واحد من طلاقها، لتخسر حضانة ولدها الذي اخذه ابوه بعد معرفته بزواج طليقته، لتعود الى ذات الحلقة ويتكرر المشهد، مع زوج جديد همه جمع المال والعمل، لتعيش وحيدة بين الجدران.

وتوضح زهراء، أنني “انجبت من زوجي الثاني فتاة خلال العام، قبل ان أتتفاجأ بقراره للهجرة بحثا عن عمل أفضل، ووعد بان يعود ليأخذني للعيش معه، لكنه ذهب دون رجعة، حاولت التواصل معه مرات عدة دون فائدة، فلم يبق امامي سوى العودة الى منزل اسرتي ثانية”.

تجهل غالبية العوائل التي زوجت الفتيات مبكراً حجم الخطر الذي ستتعرض له بناتها، دون التفكير بالعمر والمسؤولية التي لا تتناسب معه، ومخاطر الحمل والانجاب، والعوامل النفسية والاجتماعية التي تؤدي في غالب الأحيان الى الانفصال، كما ترى الناشطة المدنية زينب علي.

شاهد أيضاً

التعنيف اللفظي والنفسي.. كابوس لم يُسلط الضوء عليه

آية منصور تبدو التربوية انتصار محمد، قلقة على بعض طلابها الذين وفي كل عام دراسي، …

error: Content is protected !!