البياتي يغضب رجال الدين و”فيسبوك” بسبب “أصحاب الكساء”

صوتها – بغداد

فتح الحديث الأخير للنائب عباس البياتي، النار عليه، من قبل اوساط المجتمع العراقي ووسائل الإعلام، في مقدمتهم رجال الدين. هذا المرة ليست الأولى التي “يشطح” فيها البياتي بهذه الطريقة، عندما يتعلق الامر بالزعامات السياسية الشيعية، إذ سبق له أن ابتكر نظرية “استنساخ” المالكي، لضمان وجوده في الحكم أطول مدة ممكنة.

وكان البياتي قد سئل، الجمعة الماضية، خلال استضافته في إحدى المحطات الفضائية، عن القوائم الشيعية المترشحة الى الانتخابات، قال إنها “خمسة، وأصحاب الكساء خمسة كذلك”.

وارتجل البياتي منشدا على الهواء، “نحن الخمسة اصحاب الكساء.. أولنا النصر، وبعده القانون، ثم الفتح والحكمة والسائرون”.

وبرر البياتي الذي عرف بأنه صاحب نظرية “استنساخ المالكي”، بأن استخدامه لـ”أهل الكساء” في حواره المتلفز بإحدى القنوات العربية المقربة من “حزب الله” اللبناني، كان بسبب “حضورهم الدائم في الوعي والقلب”.

قبل هذا التبرير، تداولت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، مقطعا فيديويا للبطاط،، قال فيها ان “على البياتي ان يعتذر عن اهانة اصحاب الكساء والا سيكون للبنادق والرصاص كلام آخر معه”، في وقت اعتبر الخطيب علي الطالقاني أن نسب “أصحاب الكساء” إلى أحزاب ووجوه “كالحة اشتهرت بالفساد والظلم” يدل على “استهتار” بالعقيدة الإسلامية.

وسبق لأوساط سياسية مقربة من قائمة الائتلاف العراقي الموحد، التي جمعت القوى السياسية الشيعية في انتخابات العام 2005، وحملت الرقم 555، أن تم ربطها بأصحاب الكساء أيضا، ما اثار انتقادات واسعة لمحاولة اللعب على العاطفة الدينية خلال الانتخابات.

وأصحاب الكِساء خمسة، وهم النبي محمد، وعلي بن أبي طالب، وفاطمة بنت النبي، والحسن بن علي بن أبي طالب، وشقيقه الحسين. ويروى أن النبي محمد جمع هؤلاء ذات يوم، وألقى عليهم كساء يمانيا، ثم نزلت آية قرآنية في هذا الامر، فجرت هذه التسمية.

ويقول محافظ نينوى السابق، اثيل النجيفي، في صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي، “لم تكن تصريحات ولايتي في سيطرتهم على الوضع العراقي اعتباطية او متسرعة، كما وصفها البعض، بل هي رسالة واضحة للإدارة الاميركية مع تصاعد الخلاف على الملف النووي، كما انها تتضمن دعم مجموعتهم الدينية قبل الانتخابات”.

واشار الى ان “المجموعة التي وصفها عباس البياتي بالخمسة من أهل الكساء ما زالت تمثل التيار الديني الشيعي، الذي نجح لأول مرة في استغفال عدد كبير من المرشحين من داخل المناطق السنية”.

واعرب النجيفي عن قناعته، بان “ايران استثمرت مرحلة داعش، وما بعدها لصالحها بمهارة”، مستدركا “الا انني واثق بان ايران ومعها من يسميهم البياتي (أهل الكساء) يسحبون العراق وهو مسلوب الإرادة الى الطرف الايراني في نزاعها مع الولايات المتحدة، بما يضر بمصالح بغداد التي تقتضي الحياد”، بحسب وصفه.

من جانبه، قال الخطيب علي الطالقاني، في اتصال مع “مجلة صوتها”، إن “ما صدر عن أحد مراهقي السياسة المعروف بخطاباته الباعثة على الاشمئزاز، وشخصيته غير المُتزنة من مساس بالعقيدة الإسلامية ونسبه أصحاب الكساء وهم رسول الله محمد والإمام علي والصديقة الزهراء والحسنين عليهم الصلاة والسلام إلى أحزاب ووجوه كالحة إشتهرت بالفساد والظلم إنما يدلُ على استهتار بالعقيدة الإسلامية والجماهير العراقية وغيرها”.

وأضاف الطالقاني، “أحيط جميع من يرتقي المنبر أن السكوت عن هذه الإهانة سيفتك بعقيدة الجماهير من جهة، وسيحفز الآخرين على التجاسر وانتهاك قدسية النبي صلى الله عليه وآله وسلم والعترة الطاهرة عليهم السلام، لا امتلك سوى ارادتي التي ادافع بها عن عقيدتي”.

الى ذلك، طالب الأمين العام لكتائب حزب الله العراقي، واثق البطاط، امس السبت، من النائب في البرلمان، عباس البياتي، التوبة والاعتذار على اهانة اصحاب الكساء.

واضاف قائلا، ان “البياتي يشبه القوائم الخمسة التي ستشترك في الانتخابات القادمة، باصحاب الكساء، وهم الذوات المقدسة التي لاجلها خلق الله الخلق، وقال عنهم الله اني ما خلقت ارض مدحية ولاسماء مبنية وشمسا مضيئة ولا قمرا منيرا ولا فلك يجري ولا فلك يسري الا لاجل هؤلاء الخمسة الذين هم تحت الكساء وهم فاطمة وابيها وبعلها وبنيها”.

وتابع موجها كلامه للبياتي، “انت تشبه “اقذر” ما في الوجود بهذه الذوات المقدسة وهذا استهتار”، مشددا “انا اقول، ان امامك ان تتوب وتعتذر والا فاني سأفتح المجال للمجاهدين ان يقتصوا منك وتفهم ما معنى ان يقتصوا منك”.

واكد البطاط، “اعتبر هذا الكلام تهديدا، ولكني اضع في عنق كل المجاهدين كل الشيعة والشرفاء امانة كرامة الخمسة محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين”، مشيرا الى انه يضعها امامهم فاما ان يحافظوا على هذه الكرامة المقدسة واما لايحق لهم اطلاقا ان يسموا انفسهم مجاهدين او يسموا انفسهم شيعة، بحسب وصفه.

وقال، “يجب ان تفهم، انك اعدت علينا مصائب علي بن ابي طالب، وجريمة كسر الضلع المقدس، واعدت علينا الجريمة التي ارتكبها ال امية بالحسن والحسين، وان لم تفهم قدسية هذه الرموز فان البنادق والرصاص ستفهمك هذه القدسية”.

واشار الى ان “كل من يدافع عن البياتي محكوم عليه بالموت، وعلى البياتي اما ان يعتذر ويتوب ويذهب الى علي بن ابي طالب حافيا ذليلا حقيرا يعتذر في حضرة قدسه او فان للمجاهدين معه كلام اخر”.

في السياق ذاته، ذكر النائب في البرلمان عباس البياتي، ان “مادةً خبرية حول استخدام الأرقام في الدعاية الانتخابية وربطها بـ”أهل الكساء”، أنه “لا يوجد من يضاهي أصحاب الكساء على وجه الأرض، ولكن العدد والرقم ذكرني بهم لقوة حضورهم الدائم في الوعي والقلب”، مؤكدا أنه “تقصد ذكرهم من أجل التبرك”، في إشارة إلى “مباركة” القوائم الانتخابية الشيعية المشاركة في الانتخابات المقبلة.

شاهد أيضاً

التعنيف اللفظي والنفسي.. كابوس لم يُسلط الضوء عليه

آية منصور تبدو التربوية انتصار محمد، قلقة على بعض طلابها الذين وفي كل عام دراسي، …

error: Content is protected !!