جيسيكا شاستين… صراع النساء في مجتمع ذكوري

صوتها – متابعات

يقول تعليقٌ نقديّ إن الأميركية جيسيكا شاستين (1977) باتت في طريقها إلى “أوسكار” أفضل ممثلة، في الدورة الـ90 لاحتفال “أكاديمية فنون الصورة المتحركة وعلومها” بتوزيع تلك الجوائز، الذي يُقام في 4 مارس/ آذار 2018. سبب ذلك؟ دورها “البديع” في جديد الأميركي آرون سوركن، “لعبة مولّي” (2017، 140 د)، الذي يُمثِّل فيه، إلى جانبها، إدريس إلبا وكيفن كوستنر.
يروي الفيلم ـ المقتبس عن مذكّرات مولّي بلووم، “لعبة مولّي: من نُخَب هوليوود إلى نادي الصبيان الأثرياء في وول ستريت؛ مغامرة عالية المخاطر في العالم السفلي للعبة البوكر” ـ حكاية مُتزلّجة، كانت تُعتبر “أمل الألعاب الأولمبية”، قبل أن “تُسحَب” من الفريق الأولمبي، فتُصاب باضطرابات نفسية، تدفعها إلى بدء إجازة طويلة الأمد، في لوس أنجلس، تمهيداً لعملٍ جديد لها: أن تكون نادلة في مطعم.

لكن كلّ شيء يتبدّل في حياتها، عندما تجد نفسها مسؤولة عن “بطولات دولية” في لعبة البوكر، ما يدفع “المكتب الفيدرالي للتحقيقات” إلى فتح تحقيق حولها، و”مطاردتها”، والتنقيب في سيرتها وأعمالها.

وقد بدأت العروض التجارية الأميركية لـ”لعبة مولّي” في 25 ديسمبر/ كانون الأول 2017، وأن إيرادات الأيام الـ3 (25 ـ 28) بلغت مليونين و897 ألفاً و552 دولار أميركي، مُقابل ميزانية إنتاجية تساوي 30 مليون دولار أميركي.

وبحسب متابعات إعلامية عديدة، فإن “لعبة مولّي” يُقدِّم شاستين ـ التي باتت تُعتبر “صوت الممثلات المتعرّضات للتحرّش” ـ في شخصية امرأة “تتخلّص من القواعد التي يفرضها عليها المجتمع الذكوري”. لهذا، يتساءل نقّادٌ وصحافيون سينمائيون عن مدى إمكانية مُشاهدة الفيلم من دون التنبّه إلى تداعيات “فضيحة هارفي وينستين”، وإلى مدى إمكانية أن تتغيّر هوليوود بسبب هذه الفضيحة (اتّهام المنتج الهوليوودي المستقلّ بتحرّشات واغتصابات).

تقول شاستين، ردّاً على سؤال عن مدى قدرة هذه “القضية” على “منح الفيلم صدى جديداً”، إن تأثير “لعبة مولّي” سيكون هو نفسه، لو أُنجز الفيلم في خمسينيات القرن الـ20: “كتبه سوركن عندما كانت هيلاري كلينتون في مرمى نيران الإعلام. لكن هذه القصة تضجّ أكثر اليوم، لأن الناس يمتلكون وعياً أكبر إزاء وضع النساء، إنْ يكن هذا في الصحف أو على شاشات التلفزيون، إذْ بدأ الحديث (يتفاقم) عن مسائل متعلّقة بالتمييز الجنسي بين الرجال والنساء، وعن اللامساواة بينهم (في هوليوود، وخارجها)”.

لكن، هل يفرض هذا الأمر “مشاهدةً مختلفة للفيلم”؟ تُجيب شاستين: “ما يحدث في هوليوود يمكن أن يحدث في أي مؤسسة، ما إن يُصبح الرجال في السلطة. لذا، علينا جميعنا العمل على امتلاك حقّ الكلام. على النساء أن يطالبن بحقوقهنّ، وبتحسين أوضاعهنّ، وعلى المجموعات المختلفة أن تكون مُمثَّلة كلّها في قطاعات العمل في هوليوود”. تُضيف شاستين: “عندما تُعبّر الأصوات العديدة عن نفسها، تكون العلاقة بالعالم أكثر صحّية”، قبل أن تتوجَّه إلى محاورِها، قائلةً له: “أنت تحدّثني عن هوليوود، لكن المسألة أن هوليوود مثلٌ عن حالات أخرى، (لكن التنبّه إلى هوليوود أكثر من غيرها ناتجٌ من كون) السينما تحت المجهر”؛ مؤكّدةً أن على الجميع استخدام “حالة الصدى” تلك “لمساعدة النساء جميعهنّ، اللواتي لسن ممثلات أيضاً”.

إلى ذلك، تؤكّد شاستين سعيها الدائم إلى إخراج شخصياتها السينمائية من “الصُوَر النمطية”، مُضيفةً: “في غالبية السيناريوهات التي أقرأها، يتمّ تحديد الشخصية النسائية بالرغبة في البحث عن الحبّ، وبالعلاقات مع الرجال، وبواقع أنهنّ أمهات. لكن، هناك نماذج نسائية أخرى”، يُمكن لمولّي أن تكون إحداها: “في البداية، هي ليست إلاّ ما يطلبه الرجال منها أن تكون عليه، من والدها إلى مديرها ومحاميها، وغيرهم. لكنها، في النهاية، تؤكّد (بصوتٍ مرتفعٍ وواثق): “هذه أنا. هذا هو اسمي. هذا ما أريد أن أكونه”. إذاً، فإن “لعبة مولّي” يتناول معنى أن تكون امرأةً في مجتمع بطريركي”.

شاهد أيضاً

حوارٌ فاضح

الاء الصوفي اعذرني على ما فعلت ….لم تكن في خاطري أذيتك….لم أعد كسابق عهدي ،تغيرت …

error: Content is protected !!