البرلمان يهاجم الحكومة: أمن المواطن أهم من ولاية العبادي الثانية

صوتها – بغداد

أثارت التفجيرات الدامية التي شهدتها العاصمة بغداد، يوم أمس، حنقا شعبيا وانتقادات سياسية، لحكومة العبادي، التي اتهمها برلمانيون بـ”عدم التركيز على أمن المواطنين”، وانشغال رئيسها بالتحالفات الانتخابية، التي صار يلعنها الشارع البغدادي.
وتقول نائبة عن ائتلاف (الوطنية) الذي يتزعمه اياد علاوي، نائب رئيس الجمهورية، ان خلافات السياسيين “تترجم بالمفخخات والشغب والفتنة بالشارع. هذا يحدث في العراق وحسب”.
وفيما حذرت اللجنة الامنية في مجلس النواب، من تكرار تلك الاعتداءات، ما لم تتغير “الخطط التقليدية” لأجهزة الامن، قالت ان “الارهاب لم ينته بالعراق. الخلايا النائمة تتحرك وقت ما تشاء، بينما الحكومة تعالج ذلك بالزحامات المرورية” ما يجعل المواطن “صيدا سهلا للجهاديين”.
وكان تفجير مزدوج، نفذه انتحاريان يرتديان حزامين ناسفين، قد وقع صباح امس في منطقة ساحة الطيران وسط بغداد، ما اسفر عن وقوع اكثر من 110 اشخاص، بين شهيد وجريح، في ثاني هجوم يستهدف العاصمة خلال يومين.
وساحة الطيران مركز تجاري مهم في العاصمة، وتعتبر نقطة تجمع لعمال البناء الذين ينتظرون يوميا، منذ الصباح الباكر، فرصة الحصول على عمل.
ومرارا ما تتعرض تلك المنطقة التي تحتضن بعض فقراء العاصمة، الى اعتداءات دامية.
وبحسب سكان محليين، شهدت مناطق جسر ديالى (جنوب) ومنطقة جميلة وحي أور (شرق)، تفجير عبوات ناسفة، ادت الى وقوع عدد من الضحايا أيضا.
وشنّ ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، انتقادات كبيرة لعمل الاجهزة والأمنية، والتهاء مسؤولي الحكومة بالتحالفات الانتخابية، فيما لعنوا “الخلافات السياسية”، والتجاهل المستمر لمعالجة تردي الوضع الامني.
وأطلق الناشطون (هاشتاغ) #دمائنا_رهان_تحالفاتكم، وكذلك #شهداء_ساحه_الطيران، الى جانب صور ضحايا المارة والعاملين، والأضرار المادية.
في هذا السياق، تقول النائبة عن ائتلاف الوطنية جميلة العبيدي، إن “اختلاف السياسيين يترجم في الشارع، بمفخخات وعبوات وأحزمة ناسفة”.
وتضيف العبيدي في تصريح صحافي “قلنا سابقا ونعيدها الان انه عندما يكون هناك اختلاف بين السياسيين، تترجم تلك الخلافات في الشارع بسيارات مفخخة وعبوات وأحزمة ناسفة”.
وعدا ذلك، يكون الشارع “هادئا ولا نجد أية خروقات او حوادث ارهابية” هكذا ترى العبيدي.
وأضافت، أن “قلة الأمن والأمان تأتي من السياسيين”.
واتهمت العبيدي، السياسيين بأنهم “مثيرو الشغب والفتنة بالشارع”.
واعتبرت ان قرب الانتخابات، وبدء الصراعات السياسية وانعكاسها على الشارع، “هي سيناريو يتكرر”.
فيما حذر رئيس لجنة الأمن والدفاع النيابية حاكم الزاملي، من تكرار الاعتداءات الإجرامية خلال الفترة المقبلة. ودعا الى للابتعاد عن الخطط التقليدية واللجوء الى الطرق الاستخبارية المتطورة لملاحقة الخلايا “الإرهابية” النائمة.
وطالب الزاملي، السياسيين بعدم الانشغال بالتحالفات الانتخابية، والتركيز على الاهتمام بأمن المواطنين.
ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم الذي يأتي بعد نحو شهر من إعلان العراق “انتهاء الحرب” ضد تنظيم داعش، لكنه يبدو أن خلايا للتنظيم، ما زالت تنشط في مناطق بغداد وشمالها، وقادرة على شن هجمات دامية.
ورغم كثرة السيطرات الامنية ونقاط التفتيش في العاصمة بغداد التي تتسبب بزحامات مرورية خانقة، ووجود كاميرات مراقبة في اغلب شوارع العاصمة الا ان التفجيرات والعمليات الارهابية عادت، وبقوة بعد التفجير الارهابي الذي استهدف ساحة عدن في منطقة الكاظمية، قبل يومين، والتفجير الارهابي المزدوج الذي استهدف المدنيين الابرياء في ساحة الطيران وسط العاصمة بغداد.
عضو اللجنة الامنية في البرلمان، اسكندر وتوت، قال ان “الخلايا النائمة” تقف وراء التفجيرات الاخيرة، فيما دعا الاجهزة الامنية الى ملاحقتها والقضاء عليها.
وأضاف وتوت، ان داعش “لم ينته بعد في العراق. ما زالت هناك خلايا إرهابية تابعة له، لا بدّ من ملاحقتها والقضاء عليها من خلال تفعيل الجهد الاستخباري والتقليل من السيطرات الأمنية التي تسبب الازدحامات المرورية التي تجعل المواطنين صيدا سهلا للإرهابيين”.
وتابع، ان “هناك أمورا شجعت الارهابيين على تنفيذ عملياتهم من جديد، منها امتناع رئيس الجمهورية عن التوقيع على تنفيذ حكم الاعدام بحق الارهابيين. كما أن هناك مساعي سياسية لتفعيل العفو العام بحق الارهابيين المتورطين بقتل وتفجير المدنيين”.
كإجراء أولي، بعد الاستقرار النسبي الذي شهدته العاصمة بغداد، قامت اللجنة الامنية في مجلس محافظة بغداد، بتشكيل لجان تحقيقية، بشان تفجير ساحة عدن الاخير والتفجير المزدوج الذي حدث يوم امس.
عضو اللجنة، سعد المطلبي، قال في تصريح له يوم امس ان تلك اللجان “لم تتوصل الى نتائج لمعرفة طبيعة التفجيرات: هل انها كانت انتحارية أم بواسطة عبوات ناسفة أم سيارات مفخخة؟”.
وعلى أثر التفجيرين، أمر العبادي الاجهزة الامنية بملاحقة “الخلايا النائمة”، للحفاظ على أمن المواطنين.
وخلال اجتماع عقده يوم أمس مع قيادات العمليات والأجهزة الاستخبارية في قيادة عمليات بغداد، أصدر رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي، مجموعة من التوجيهات والقرارات والأوامر المتعلقة بملاحقة الخلايا الإرهابية النائمة، والقصاص منها، والحفاظ على أمن المواطنين.
فيما دعا نائب رئيس الجمهورية، جميع الأجهزة الأمنية والعسكرية في بغداد وباقي المحافظات، إلى اتخاذ أقصى درجات الحيطة والحذر “من قيام ذيول الارهاب والإجرام بعمليات غدر جبانة تستهدف المواطنين الابرياء لإشاعة الفوضى وبث القلق في النفوس في محاولات يائسة للرد على الفشل الذريع والخسارة الكبرى التي منيت بها على أيدي قواتنا المسلحة”، كما قال في بيان صحافي، أرسله مكتبه الصحافي الى “العالم”، أمس الاثنين.

شاهد أيضاً

أردوغان يصل الى بغداد في زيارة هي الاولى منذ 13 عاماً

صل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الاثنين، إلى العاصمة العراقية بغداد في زيارة هي …

error: Content is protected !!