نازحون عائدون الى الأنبار: الحكومة خدعتنا والمعاناة لا تطاق

صوتها – بغداد

اشتكى العديد من الأسر النازحة، العائدة إلى مناطقها المستعادة في محافظة الأنبار غرب البلاد، من نقص وانعدام الخدمات الأساسية ومقومات الحياة اليومية، مؤكدين أنهم استجابوا لوعود الحكومة بتوفير تلك الخدمات وإعمار مدنهم إلا أنها “خدعتهم”، حسب تعبيرهم.

وكانت الكثير من العائلات التي نزحت في العام 2014 من الأنبار بعد سيطرة تنظيم “داعش” على مناطقها، عادت إلى مدنها ومناطقها المستعادة من قبل القوات الأمنية، استجابة لدعوات الحكومة للعودة والوعود الكثيرة بسرعة الإعمار وتوفير كل مقومات الحياة الطبيعية لهم.

ولكن العائلات العائدة، وبعد طول انتظار لوصول الخدمات إلى مناطقها، لجأت إلى الاعتماد على الذات والتكيف مع الواقع المرير المتمثل بتردي البنى التحتية، حيث أن خطط الإعمار لم تسهم في معالجة قضاياهم الرئيسية.

أحمد عبد الحميد (43 عاما) وهو من سكان الفلوجة، انتهى مؤخرا من ترميم صالون حلاقته الخاص، ليزاول عمله من جديد، لم يستطع الوصول إلى مكان عمله بسبب “أعمال الحفريات التي باشرت بها دائرة البلدية، والتي تسعى إلى إزالة الأرصفة القديمة واستبدالها بأخرى جديدة”، وفق ما قال.

وأضاف ان “هذه الأعمال غاية في الروعة وتمثل أعلى درجات الشعور بالمواطن واهتماماته إلا أن وقتها غير مناسب ولابد من العمل على أمور أخرى أكثر أهمية”، حسب ما نقلته صحيفة القدس العربي.

وتابع “كنت أتمنى أن أجد هذه الآليات داخل الأزقة وهي تنفذ مشاريع لشبكات المياه أو شبكات الصرف الصحي المتهالكة، التي أصبحت كابوسا يهدد حياتنا اليومية، لا أن أجدها تقتلع أرصفة لو تركت على حالها لعشر سنوات أخرى لا تمثل أي ضرر على المواطن”، مضيفا ان “هذه المبالغ التي يتم إنفاقها هنا وهناك على مشاريع كهذه هي هدر للمال العام وإنفاق في غير محله، لأننا بحاجة إلى مشاريع حقيقية تعيد ترميم المنازل المتضررة والمدارس والمراكز الصحية، التي يسهم ترميمها بتوفير خدمات أفضل للسكان المحليين الذين يفتقرون إلى ابسط الخدمات”.

وبين أن “كل هذه الأموال تصرف بطريقة غير مخطط لها ولو كان هناك أدنى تخطيط أو شعور بالمسؤولية، لكان الأولى أن يتم تخصيصها لتعويض المتضررين من العمليات العسكرية، والذين مازالوا يسكنون في خيمة وسط أنقاض منازلهم المدمرة”.

ويشاهد السكان المحليون عشرات المشاريع التي يتم العمل بها يوميا، وعلى الرغم من إعلان الحكومات المحلية في المحافظة عن انجاز عدد كبير من الجسور والمراكز الصحية وشبكات المياه وشبكات الطاقة الكهربائية إلى العمل، إلا أنهم يعتقدون أن هذه الانجازات على حساب احتياجاتهم الأساسية.

جهاد الدليمي (44 عاما)، من الفلوجة أيضاً، قال: “أنا أشعر باستغراب، من دائرة الكهرباء التي رفضت تجهيزي بالأسلاك الكهربائية لإيصال التيار الكهربائي إلى منزلي بحجة قلة التخصيصات، وهي تنفذ حملات كبرى لاستبدال أثاث مكاتبها وترميم بناياتها عبر عقود عمل بملايين الدنانير”.

وأضاف أن “العمل بهذه الصيغة وفي هذا الوقت هو استخفاف بمعاناة السكان المحليين، الذين يتطلعون إلى مشاريع أكثر أهمية بالنسبة لهم تلامس حياتهم اليومية، قد لا تكلف الدولة تلك المبالغ الضخمة التي يتم تبذيرها على مشاريع من الممكن تأجيلها في الوقت الحاضر”، متسائلا “ما الفائدة من إنشاء مدينة العاب والجسور مازالت مقطعة، وهل ممكن أن تغني الأرصفة الجديدة عن شوارع مازالت تحمل آثار القصف والعبوات الناسفة، التي لا تسمح بسير المركبات بشكل يسير فضلا عن أنها تتسبب في زيادة الحوادث المرورية”.

شاهد أيضاً

النساء المرشحات في العراق يواجهن معوقات وعقبات هائلة

فدوى طعمه  على الرغم من ان الدستور العراقي افسح المجال لمشاركة المرأة  في الانتخابات الوطنية والمحلية …

error: Content is protected !!