ارامل في سن العشرين

 صوتها/هن/اسراء طارق
حياة سعيدة، اسرة صغيرة، اطفال يتربون على الحب الاسري، زوج له احلام وآمال وطموح، زوجة لها عالمها الخاص “زوجها، اطفالها، عائلتها”، وبلحظة لم تكن في الحسبان، توقفت الحياة في هذا البيت و يخيم شبح الحزن على هذه العائلة السعيدة بفقدانهم للاب نتيجة مسميات كان يسمعون عنها ولم يتصوروا يوما انهم سيصبحون جزء من ضحاياها.
يقال.. لقد اصبحت ارملة!! هل ان الارملة هي امرأة قدر لها ان تفقد زوجها فقط؟ لا بل هي انسانة فقدت زوجها وحريتها وازدادت مسؤوليتها، لانها اصبحت مسؤولة على المحافظة على نفسها، اذا كانت صغيرة السن، ونحن مجتمع شرقي لا يرحم.
ولكن كيف كل هذه المسؤولية اذا كانت ارملة لم تتجاوز العشرين إلا بالقليل؟ لقد اصبحت هذه الانسانة ضحية الحروب وضحية التقاليد الاجتماعية ايضا، ويترتب عليها مواجهة حياة كفاح قاسية، وعليها ان تعيش وتتآلف مع وحدتها وتتحمل اعباء عائلتها، وايضا يجب ان تقلع عن المتع الدنيوية وان لا تفكر باعادة تأسيس حياة جديدة، وإلا ستتهم بنكران الجميل للزوج الاول وعدم مراعاة مشاعر اهله.
ونتيجة للحروب التي خاضها العراق لا عجب ان اطلق عليه “بلد الارامل” وحول اللحظات الاولى لسماع خبر وفاة زوجها قالت زوجة شهيد رفضت ذكر اسمها، في اللحظة الاولى التي جاءنا نبأ استشهاد زوجي الذي كان يعمل في الجيش العراقي لم اكن متواجدة في البيت، وعند عودتي سمعت صوت صراخ وعويل من دارنا، اسرعت فاذا بعمتي تصرخ باعلى صوتها وتبكي وتقول لي “لقد انهار بيتك..
لقد فقدت زوجك” لم استطع استيعاب الموقف بلحظتها، كنت فقط الاحظ الاقارب وما يفعلون في مثل هذه المواقف، كما ادركت بانني لست فقط فقدت زوجي لان تفكيري لم ينقطع عن اطفالي، فما ذنبهم هم ايضا؟ وكيف سيكملون حياتهم وهم بلا سند وبلا اب وبلا رفيق؟ وبعدها بفترة ادركت اني اصبحت وحيدة انا واطفالي فقط.
وفي الختام قالت ” اتمنى ان تقف الحروب التي رملتنا ويتمت اطفالنا واتمنى على الحكومة ان تلتفت الى الارامل والايتام فهم ابناء ابطال ضحوا بانفسهم من اجل الوطن”

 

شاهد أيضاً

اليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة

اقامت منظمة سايا لحقوق الأنسان والديمقراطية وبالتعاون مع وحدة تمكين المرأة في سامراء بندوة حوارية …

error: Content is protected !!