الناشطة شذى محمد احمد.. رسم الفرحة على وجوه الناس غاية سعادتي

صوتها / مديحة البياتي
تصوير / مهند الليلي

لا يوجد اجمل من العمل من أجل مساعدة الناس ، ورسم البسمة على وجوههم ، وترك أثر طيب في نفوسهم ، ولكن الاجمل من ذلك هو التفاني والإخلاص وتقديم الخدمات دون إنتظار مقابل ، وهو ما عرفناه في الناشطة المدنية الست شذى محمد احمد.. فهذه السيدة فيها ميزة خاصة لكل من يعرفها ، وهي كمية ما تحمله من طيبة في التعامل مع الناس ، وما تتحلى به من خلق جميل وسماحة في الوجه وطول بال وصدق مع النفس ، فكم تجاهلت ذاتها “كونها ام ولديها بيت وابناء” من أجل إسعاد الأيتام والفقراء ، وكم لاقت أوجاع الناس صدى في دموعها وجرح في احاسيسها ، تلبي نداء الإنسانية في اي بقعة من أرض العراق دون تمييز بين ابناءه…
وعلى الرغم من عملها الإنساني في الكثير من منظمات المجتمع المدني والذي يمتد ل١٥ عاما إلا أنها تعتبر مظلومة إعلاميا كونها تفضل العمل الإنساني من أجل مساعدة الآخرين وليس من أجل الاستعراض وحب الظهور…
ولأننا عرفناها عن قرب ولمسنا فيها الجدية والحرص ، أحببنا محاورتها على صفحات “صوتها” لنعرف جانبا من عملها النبيل وهو جزء بسيط من استحقاها إعلاميا….


بداية حدثينا عن شخصك وما هي طبيعة عملك وهل تعملين في منظمة انسانية ..؟
– شذى محمد احمد ، من مدينة الموصل محافظة نينوى، ناشطة مدنية ورئيسة منتدى السلام الثقافي الادبي / فرع الموصل ، طبيعة عملنا هو عمل تطوعي وانساني..

**ما هو نوع المساعدة التي تقدمينها للنساء المعنفات وما هي الخدمات واجراءات الحماية التي يقدمها منتداكم في هذا الشأن وفي ظل هذه الظروف؟
– من وجهة نظري كمختصة ومهتمة في مجال الاسرة والمرأة والطفل ، الدعم النفسي والتوجيه الصحيح للتخلص من آثار التعنيف…

** هل زادت نسبة العنف الاسري خلال فترة الحظر المنزلي بسبب فيروس كورونا ؟ وماهي أسباب هذه الزيادة ان وجدت ؟ هل تزايدت الضغوط والمتطلبات على السيدات؟
– نعم وذلك نتيجة الظرف المادي الصعب لرب الاسرة ومتطلبات الحياة من جهة وايضا بقاء الرجال في المنازل لفترات طويلة مما أدى الى التدخل في الكثير من الأمور المنزلية وخلق مشاكل جديدة.. وطبعا زادت نسبة العنف الأسري بزيادة أسباب ومشاكل جديدة تؤدي للعنف الأسري..

**ما هي أنواع العنف والضعوطات الذي تتعرض له النساء في هذه الازمة؟
– اهم التحديات وأغلبها بسبب حظر التجوال، حيث إثر سلبا على المرأة العاملة والموظفة والطبيبة والأستاذة والطالبة وربة البيت سلبا حيث أن جلوس الرجل لفترات طويلة داخل البيت مع غياب العمل والحالة المادية الصعبة للأغلبية خلق مشاكل جديدة مع وجود طلبات واحتياجات المرأة التي يجب توفرها، وعدم القدرة على توفيرها خلق مشاكل اسرية جديدة بالاضافة إلى تدخل الرجل بأمور تخص المرأة….

**ما هي التحديات والصعوبات التي تواجه عملكم مع الإغلاق العام وحظر التجول في البلاد؟
– اغلب التحديات والصعوبات اللتي تواجه عملنا هي صعوبة توفير بدائل لفرص العمل السابقة حيث أن المرأة كانت تعمل في القطاع الخاص وبقوة وأكثر هؤلاء النساء هم معيلات لعواهلن لذلك نجد صعوبة في إقناع الأهالي بالبقاء داخل بيوتهم فترة حظر التجوال، لتفادي الإصابة بالوباء العالمي..

**كيف تستطيع السيدات المعنفات التواصل معكم؟
– يمكن للسيدات التواصل معنا عن طريق أرقام هواتفنا أو عن طريق التواصل الاجتماعي….

**ما هو نوع المساعدة التي تقدمينها للنساء المعنفات؟ وماهي الخدمات وإجراءات الحماية التي تقدمها جمعيتك في هذا الشأن وفي ظل هذه الظروف؟
– طبعا دور الجهات الرسمية هو تقديم الدعم اللازم قانونيا وأمنيا وذلك بالتنسيق مع الشرطة المجتمعية ، تحتاج الكثير من النساء المتعرضات للعنف إلى من يمد لهن يد العون ، ويمكنهن الحصول على المساعدة من المراكز الاستشارية المختصة ويمكن للنساء من خلال هذه المساعدة المختصة أن يتعلمن كيفية التعامل مع واقع ما حدث لهن والتغلب عليه.. ومن المهم جداً ملاحظة الدلالات المبكرة التي تدل على التعرض لشكل من أشكال التعنيف وأخذها بعين الاعتبار ، ومن المهم جداً للنساء المعنفات أن يجدن أشخاصاً ذوي ثقة يتحدثن معهم حول مصابهن…

** ماذا تطلبين من الحكومة في هذه الفترة لتسهيل عملكم وتسهيل عملية اتصال المعنفات بكن؟
– نطلب من الحكومة تخويلنا بشكل رسمي وبالتنسيق مع القوات الأمنية البطلة والقضاء العراقي بمتابعة هذه المشاكل المهمة في المجتمع ومحاولة حلها بأسرع وقت ممكن…

** هل هناك ملاجىء وأماكن مخصصة لإستضافة النساء الناجيات من العنف وهل هذه الاماكن مجهزة وآمنة ويتوفر بها الرعاية الصحية الخاصة التي تقي من فيروس كورونا؟ وهل تستمر هذه الأماكن بتقديم خدماتها حاليا؟ وكيف وضع النساء المتواجدات في هذه الأماكن مع الحظر؟
– حاليا لا يوجد ملاجئ خاصة متوفر فيها كل المستلزمات المطلوبة ، ويجب دعم الأسر والنساء المعنفات معنويا بالدعم النفسي والمادي للتخلص من المشاكل التي تسببها الحاله المعيشية…

**مع تزايد حالات العنف ضد المرأة، ما هو رأيك بموضوع غياب قانون العنف الأسري؟
– رأي تفعيل قانون حماية المرأة وإقرار قانون يعاقب مرتكب جرائم العنف ضد المرأة ، بسبب تزايد أعداد النساء والفتيات اللواتي يواجهن الإساءة داخل أسرهن فأننا نضع كامل المسؤولية على عاتق الحكومة والبرلمان لضعف الإجراءات القانونية والتشريعات الواجب اتخاذها للحد من حالات العنف الاسري وحماية المرأة من العنف بكافة اشكاله الذي يحدث داخل الاسرة .. لذلك نحن أما مسؤولية وطنية وإنسانية للمطالبة وبشدة من مجلس النواب العراقي وبدون أي تردد أو تأخير بتمرير قانون مناهضة العنف الأسري والإيفاء بالتزاماته بحق كرامة وإنسانية المراة ، وأيضا نطالب باتخاذ الاجراءات الجادة في معاقبة مسببي العنف ومرتكبي جرائم القتل ضد النساء والفتيات لأنهن الفئة الأضعف داخل الاسرة ووضع حد لكل الانتهاكات التي تتعرض لها النساء من ضرب وتعذيب وإهانة وحرمان من أبسط الحقوق الانسانية..

**هل هناك اجراءات أمنية تقدمها الجهات الرسمية لكم لحماية السيدات المعنفات في هذه الفترة؟
– في ضوء غياب قانون خاص يحمي المرأة من العنف، وعدم وجود مراكز إيواء للنساء المعنفات، عملنا على توفير بعض الحلول لمسألة العنف الأسري وهي مطابقة للقانون والشريعة الاسلامية وايضا إدخال قسم خاص لحماية النساء المعنفات لدعم الجانب النفسي وتقوية الروابط الاسرية….

** كم عدد النساء (تقريباً) اللواتي قدمتن لهن المساعدة خلال هذه الفترة؟
– عدد كبير من النساء بحدود (٥٠٠) امرأة تقريبا ، تم تقديم يد العون والمساعدة لتخطي هذه المرحلة الحرجة ، كون هذه الأزمة تنعكس على الوضع العام، لتجد النساء أنفسهن وسط أزمة صحية، يواجهنها بنظام صحي متهالك وبانعدام الإجراءات والدعم المجتمعي..

** لماذا من المهم الاستمرار في تقديم المساعدة للسيدات والفتيات اللواتي يتعرضن للعنف المبني على النوع الاجتماعي أثناء الإغلاق؟
– تحتاج الكثير من النساء المتعرضات للعنف إلى من يمد لهن يد العون ، ويمكنهن للحصول على المساعدة من منظمات ومنتديات المجتمع المدني ، لان هذا العنف سيؤثر نفسيا على المرأة ما ينعكس سلبا على اسرتها وأطفالها لذلك يجب دعمها نفسيا لتتجاوز هذه الحالة لان مصلحة الاسرة والأطفال فوق الجميع….

شاهد أيضاً

سمر الشمري.. الذكورية الطاغية، تستسلم إذا كانت رقة الأنثى لا تعني الضعف، بل القوة

مترجمة وكاتبة أكملت دراستها الأكاديمية في كلية الآداب قسم الإنجليزي، ساعدها تخصصها العلمي لأن تعمل كمترجمة …

error: Content is protected !!