( نداء استغاثة )

حسين توفيق محسن

ليلٌ عراقيٌ طويل، و دموعٌ بغداديةٌ لا تتوقف عن الهطولِ كمداً وحسرة، مُستشفياتٌ تُحرَقُ واجسادٌ فقيرةٌ تتفحم وتُجمع اشلائها وبقاياها بأكياسِ الموتِ الباردة، جميعُ الاسئلة في حياتنا المظلمة ترى، وحدها الاجوبة تمشي عمياء، نزيفُ الدم الحرّ يسيّل وحصد الابرياء بتلك الاساليب البربرية المُشينة لن يتوقف، اغتيالاتٌ واعمالُ ترهيب استفزازيةٍ تُمارس ضدنا كناشطين واعلاميين ومتظاهرين سلميين مطالبين بابسط الحقوق في عراقنا المظلوم والمُنهوب بكلِ بقاعهِ من المسؤول عن كل هذه الدماء البريئة التي تسيل وتُزهق دون رحمةٍ ودون انسانية، . هذا السؤال الذي يتكرر بدواخل ارواحنا الميتة قبل الحيّة، وما ذنبنا في كلِ ما نجنيه من دمارٍ، ولماذا نغادرُ بعضنا البعض بهذا البرود والصمت، هل اخرسنا الدهر ام الجمتنا حواف السيوف المُسلطة على رقابنا، ألاّ ينبغي على الجهاتِ المسؤولةِ حمايةِ مواطنيها وإنهاءِ مسلسلاتِ العنف والقتل والخطف والترويع بشبابِ العراق، ألا ينبغي عليها إتخاذُ إجراءات صارمة ضد هذه العصابات الاجرامية وتقديم الجناة الى العدالةِ هذا إن كانت هنالك عدالة غير عدالة السماء، ألا ينبغيّ عليها فرض هيبة القانون وحصر السلاحِ بيد الدولة وإنهاء الانفلات المسلح، متى تنتهي فيك الكوارث المتوارثة ياعراقيّ، ومتى تخرج من صمتها دول العالم المتبنية لحقوق الانسان بكل مكان، ومتى يتحرك ضمير العالم باسرهِ من أجل إيقاف بحور الدم وإنهاء تلك الصورة المأساوية وتطبيق المباديء الإنسانية المعلنة للشرعية الدولية والتي أغمضت عيونها تماماً عما يحصل في أرض العراق التي صارَ كل شيء فيه يسير نحو الهاوية، متى يستيقظ ضمير المجتمع الدولي ويقف الى جانبنا ويضع حداً لتلك المآسي الانسانية المهولة، يا ايها العالم الصامت والمشغول بمجالسةِ اعدائنا، لسنا اكثر من قبورٍ مؤجلةٍ تنتظر مجيء امواتها الاحياء .

شاهد أيضاً

زيارة إلى مركز كينيدي للفضاء

أحمد المسلماني روى لي الدكتور أحمد زويل وقائع حضوره مع نخبة من العلماء لحظة هبوط …

error: Content is protected !!