ان تكون صحفيا ام مؤثرا

سارة سلام

احتفل عالم الصحافة قبل أيام بعيده العالمي، وفقمعايير جديدة حددتها الأمم المتحدة، و تخصص اليومالعالمي لحرية الصحافة للتوعية بشأن التغيرات المناخيةوتختار شعار “صحافة من أجل الكوكب: الصحافة فيمواجهة الأزمة البيئية”٫ ناهيك عن تآثر العراق بنسبةكبيرة بالتغيرات المناخية، ورغم تكرار الموضوعاتالمستنسخة التي يتطرق لها صحفيو العراق وتناولهالظواهر التصحر وقلة المياه وإلقاء اللوم على الدبلوماسيةالعراقية والبحث في الجانب السياسي إذا ما أخذنابنظر الاعتبار الإعلام المملوك للجهات السياسية مختلفةالتبعية والتوجه، الأمر الذي يجعل من حيادية الاعلام فيالعراق خصوصا والعالم عموما حالة شبه مستحيلة، إنحالات التعبير حالة انحياز تام إذا ما مررنا مرورالعابرين على شكل الاحتجاجات في مدن أميركية وأخرى أوروبية والتي لا تحتاج لتفسير مطول.
 
 
“اليونسكو” منحت جائزتها العالمية لحرية الصحافة إلىجميع الصحفيين الفلسطينيين الذين يغطون حرب غزة، ،يمكن القول هنا إنها أول  وأكثر جائزة مستحقة منالأمم المتحدة وملحقاتها للفاعلين والمؤثرين حول العالمعلى مدار اكثر من سبعة اشهر من الدمار التام في هـذهالبقعة، معتز عزايزة  وائل الدحدوح، و هند الخضري، وكثيرون ممن اعتمدوا على توثيق يوميات الحرب و الدمارالذي خلفته الغارات الاسرائيلية، على حساباتهمالشخصية على منصة إنستغرام ومنصات أخرى، واستطاعوا ان يكونوا مؤثرين لـدرجة جذب أنظار العالملقضيتهم ومأساتهم من بعدها خرجت عواصم عدة تنددبجرائم الاحتلال، في هـذه المعادلة ذات البعد العالي منالتأثير هناك مثير واستجابة برجع الصدى بالغ الأهمية.
 
قد يكون لصحافة المواطن التأثير عبر استثمار منصاتمواقع التواصل الاجتماعي، آو انه العكس باستثمارالصحفيين لما متاح من وسائل لإيصال رسائلهم لأبعدنقطة وبأي وسيلة كانت، فما مدى التأثير لرواد المواقع وللمدونين وحتى للصحفيين … إذا ما قارنا مدى الصدىلحادثة مقتل “أم فهـد” ومثيلاتها في بلد بدآ يضجبالتيارات الفكرية المتداخلة والمتضاربة، لا شيء يبررالقتل والإقصاء .. هذه ليست مهام مندوبي الرب !
لكن السؤال يبقى حول جدلية التأثر والتأثير في دائرةفكرية ضيقة و لا هوية للتأثر ببعض النمذجة التي طُرحتفي العالم والعراق ومن المعروف أنها طرح النموذج واحدةمن أدوات الإعلام بهدف الدعاية او تغيير الاتجاهات، وربما تكمن الكوميديا في كم المتأثرين لا كم المؤثرين ممايحفز جيلا اخر للظهور و الاستمرار في التغطية علىشكل الصحافة الرصينة في عراق الكتابة والكُتابوالشعراء والصورً، لـذا لتصحيح المسار الذوقي للمتلقييحتاج جيل أخر خاضع “للفلترة والتقييس”.
وبالعودة على مثال المؤثرين في نقل قضاياهم للعالم، فيالعراق العـديد من القضايا على رأي المثل القائل “عد و لاتتعب”، لماذا انحسرت قضايا الاهتمام بالبعد آلتسويقيللمنتجات الهابطة أو انك عندما تتصفح يغزو المواقعشيئا مما يغزو الواقع ؟ حفنة من الجائعين في المطاعموإعلانات المجمعات السكنية عالية الكلفة وعروض الملابسوالكافيهات مما يجعلك مشوشا مما تراه بلا معلومة اوتقويمية الا ما استثنينا القلة من المؤثرين وآقل من ذلكبالنسبة للمتأثرين، فالعلاقة طردية على ما يبدو والعلةتطابق المعلول في شكله ومضمونه أو هي حالة منالتنفيس والاعتياد ضمن حالات الحياة اليومية العصويةالتي طرأت بعد ثورة التكنلوجيا، لذا فيبدو ان المعاييرللصحفي تفرق بكثير ان لم تمتلك عددا كافيا منالمتابعين فلن تصبح مؤثرا بما يكفي لكي تكون صحفيامهما بلغ عدد التقارير المهمة وحبكة المقالات التي تكتبها.. لا صلاة لك الا في محراب المشاهير وصفوف (kمتابع).  
عليك ان تختار من تكون في عالم الصحافة الـذي فقدهويته.
ولك ان تتطلع على تقارير حرية الصحافة في العراق والتي سجلت قرابة مئة حالة انتهاك، مخالفة للمعاييروالقوانين و الدستور الذي كفل حرية التعبير، التقريراصدره منتدى الاعلاميات العراقيات يفصل حالة الاعلامفي العراق للعام 2023.  
 
و لكل عيـد صحافة وأنتم سالمين

شاهد أيضاً

زيارة إلى مركز كينيدي للفضاء

أحمد المسلماني روى لي الدكتور أحمد زويل وقائع حضوره مع نخبة من العلماء لحظة هبوط …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!