نساء العظيم.. خط دفاعي غير معلن بوجه “داعش”

صوتها – بغداد

تتميز نساء بعض المناطق المحررة بمحافظة ديالى بقدرتهن على حمل السلاح واستخدامه للدفاع عن النفس عند الضرورة لمجابهة أية هجمات يشنها تنظيم داعش الإرهابي.

فقد دفعت التحديات الأمنية إلى تنامي إتقان العديد من النساء لحمل السلاح، حيث قام العديد من الرجال بتعليم زوجاتهم وأخواتهم كيفية استخدام السلاح لتشكل النساء الخط الدفاعي غير المعلن لمواجهة مخاطر التنظيمات الإرهابية التي تحاول أن تستعيد المناطق التي فقدتها.

وقالت أم أسامة (43 سنة) وهي ربة منزل في قرية زراعية قرب بلدة العظيم: إن “حمل السلاح وإطلاق النار من قبل النساء كان محدوداً في مناطقنا لكن طبيعة الظروف المحيطة بنا فرضت علينا أن نكون جاهزين لمواجهة أي طارئ، لأننا في حرب مع تنظيم داعش الإرهابي وهو غدار بطبعه، لذا لا بدَّ أن نكون مستعدين دوما”.

واوضحت هذه السيدة التي بدا عليها الإصرار والعزيمة، أن “زوجها علمها كيفية استخدام السلاح والرمي به”، مؤكدة أنها لن تتهاون في توجيه السلاح إلى صدر أي شخص يهدد عائلتها أو قريتها”.

أما أم عمر (47 سنة) وهي فلاحة قتل أحد أبنائها في أطراف بلدة العظيم قبل عامين بانفجار عبوة ناسفة فقالت وهي ممسكة ببندقية نوع كلاشنيكوف روسية الصنع: “المرأة كائن ليس ضعيفاً بل لديها إرادة تفوق في أغلب الأحيان إرادة الرجال ولديها صبر لا حدود له”.

وأضافت “نحن نسكن قرى لا تزال غير آمنة في محيطها الخارجي، وتنظيم داعش الإرهابي يغزو بين الحين والآخر منازلنا لقتل الأبرياء، لذا فإنَّ وجود نساء يعرفن استخدام السلاح بات ضرورة للدفاع عن النفس، نحن نقاتل عدواً لا مبادئ ولا أخلاق لديه”.

وتعد بلدة العظيم من البلدات التي سقطت بقبضة تنظيم داعش الارهابي بعد حزيران 2014 وبقيت تحت سيطرة التنظيم المتطرف لعدة اشهر، تمكنت بعدها القوات الامنية العراقية والحشد الشعبي من استعادتها بعد معارك شرسة مع التنظيم المتطرف.

بدورها، أشارت أم محمد من سكان قرية محررة تبعد (20 كلم) شرق العظيم إلى أن “زوجها علمها استخدام السلاح بعد عودتهم إلى منزلهم قبل تسعة أشهر بعد رحلة نزوح قسري استمرت عامين”.

وذكرت ان زوجها انخرط في صفوف الحشد العشائري ويشارك في واجبات ليلية ومهام في بعض الأحيان خارج القرية، لذا أصبح لزوما عليها أن تكون “رجل البيت وتنام والسلاح قربها لمواجهة اي طارئ”.

وقالت مازحة والابتسامة تعلو وجهها: “زوجي حاول قبل أسابيع أن يعرف مدى استعدادي لاستخدام السلاح فجاء خلسة في الليل، فقمت بإطلاق النار في الهواء ما جعله ينادي بأعلى صوته خشية قتله “، مضيفة “بدأت بالضحك وقلت له (زوجها) لا تتهاون في قوة المرأة”.

إلى ذلك، قال المزارع أركان خليفة: إن “تعليم المرأة ليس أمراً معيباً، وأنا قمت بتعليم زوجتي كيفية استخدام السلاح، لأننا نسكن في بيئة فيها تحديات كثيرة، منها الإرهاب وايضا الحيوانات البرية الشرسة”.

واضاف خليفة ان “الكثير من نساء بلدة العظيم أصبحن يعرفن استخدام السلاح وأصبحن مقاتلات وربما يشكلن خطاً دفاعياً غير معلن في مواجهة تنظيم داعش الارهابي واعوانه”، لافتا إلى أن المرأة الريفية بشكل عام تتعلم استخدام السلاح للوقوف مع الرجل في اي طارئ.

على صعيد متصل، أقر رئيس مجلس بلدة العظيم محمد ضيفان العبيدي بأن “الظروف الأمنية وتحدياتها فرضت وجود مقاومة شعبية للإرهابيين في البلدة وقراها قائلا: “إننا نواجه عدواً شرساً ليس لديه أية أخلاق وينتهك الحرمات ويمكن أن يفعل أي شيء، انهم وحوش بشرية”.

واضاف العبيدي ان ” جزءا ليس قليلا من نساء العظيم يعرفن استخدام السلاح لكن بعد احداث يونيو 2014 واجتياح تنظيم داعش للمناطق قبل تحريرها، وبعد عودة العوائل النازحة فإن استخدام السلاح من قبل جميع أفراد العائلة أصبح أمراً مهماً جدا للدفاع عن النفس”.

شاهد أيضاً

التعنيف اللفظي والنفسي.. كابوس لم يُسلط الضوء عليه

آية منصور تبدو التربوية انتصار محمد، قلقة على بعض طلابها الذين وفي كل عام دراسي، …

error: Content is protected !!