جوخة الحارثي.. أول خليجية تفوز بجائزة مان بوكر الأدبية

فازت الكاتبة العُمانية جوخة الحارثي بجائزة مان بوكر الدولية لعام 2019 عن روايتها ”سيدات القمر“ التي ترجمتها إلى الإنجليزية مارلين بوث.

وتفوقت الحارثي  البالغة من العمر 41 عاما، على خمسة منافسين ضمتهم القائمة القصيرة للجائزة من فرنسا وألمانيا وبولندا وكولومبيا وتشيلي، وهي أول سيدة عربية وخليجية تفوز بجائزة من هذا الحجم.

والجائزة التي تمنح سنويا وتبلغ قيمتها 50 ألف جنيه استرليني تقدم لأفضل رواية تُرجمت من لغتها الأصلية إلى الإنجليزية ونشرت في المملكة المتحدة، وتتقاسم المؤلفة والمترجمة قيمة الجائزة معا.

وتقع أحداث رواية “ سيدات القمر“ في قرية العوفي، بعمان وتدور أحداث الرواية حول ثلاث شقيقات: مايا التي تتزوج في عائلة ثرية بعد انكسار قلبها، وأسما التي تتزوج للخدمة ؛ وخولة ، التي تنتظر رجلا هاجر إلى كندا.

ونقلت صحيفة ”الغارديان“ البريطانية عن المؤرخ بيتاني هيوز، رئيس لجنة تحكيم المسابقة، قوله: ”سنتعرف على هذا المجتمع بجميع درجاته ابتداءً من الأسر الفقيرة التي تعمل كالعبيد إلى هؤلاء الذين يكسبون ثروات طائلة في مسقط وعمان من خلال مختلف المحكات التي يتعرض لها هؤلاء الناس من قصص حياتهم وحبهم وحتى الخسائر التي يتكبدونها، حيث تبدأ الرواية في غرفة وتنتهي في عالم كبير“.

ويضيف ”شعرنا أننا وصلنا لجميع الأفكار والخبرات التي لا يتم عادة تقديمها باللغة الإنجليزية، فكتابتها تخلو من الصور النمطية التي قد تتوقعها عن موضوعات الجنس والعرق والعنصرية الاجتماعية والعبودية؛ فهي تقوم بتحليل كل هذا من منظور مختلف، الرواية مليئة بالمفاجآت ولقد نالت إعجابنا حقا“.

وتم اختيار رواية ”سيدات القمر “ من قائمة صغيرة ومختصرة لأعمال نسائية وتم نشرها بشكل مستقل للفوز بالجائزة التي تتعلق بأفضل الأعمال الخيالية المترجمة من جميع أنحاء العالم .

وكشف هيوز  أن أعضاء لجنة التحكيم قد أحبو ”الفن الماكر“ الذي تميزت به رواية الحارثي، هذه الرواية هى الأقل توهجاً بالنسبة للكتب الأخرى ولكنها تتمتع بدهاء شعري، حسب تعبير رئيس لجنة تحكيم الجائزة.

ويتابع: ”يبدو الأمر في البداية كأنه دراما منزلية داخل عالم كبير ولكن مع الجوانب الفلسفية وعلم النفس والشِعر تجد نفسك تنجذب إلى النص والعلاقة بين شخصيات الرواية شجعتنا على القراءة بشكل مختلف قليلاً“.

وخلال مقابلة أجرتها مارلين بوث؛ مترجمة الرواية، -وهي أمريكية الجنسية- بعد إدراجها من ضمن القائمة الطويلة، قالت إنها في غاية السعادة لأن الجائزة ستجذب انتباه العالم نحو الأدب العُماني.

وأضافت أن هدف الخيال العربي أن يتم النظر إليه باعتباره خارطة طريق رئيسية للعالم العربي مثله مثل الفن، وأن الكتابة الإبداعية تزيل الحدود بين ما نفكر به وما نقوله.

ومضت إلى القول: ”يجب على العالم أن ندرك أن العالم العربي مليء بالكتاب المبدعيين في جميع أنحائه وليس فقط مراكز الإبداع العربية المعروفة في مصر، فلسطين، لبنان ، المغرب والعديد من الدول الأخرى، وأن عُمان من ضمن الدول التى لا يعرف عنها أهمية كبيرة في الناحية الأدبية.

وقالت بوث إن أهم شيء من الممكن أن يتعلمه المرء هو طبيعة هذه الشعوب في حياتهم وعلاقاتهم الإنسانية وعواطفهم، وكيف أن هذه المجتمعات تبدو للعالم مختلفة عما هي عليه في الواقع.

ونشرت مطبعة “ إنفرنيس ساندستون“ رواية “ سيدات القمر“ وتعد أول رواية عربية تقوم هذه المطبعة بنشرها.

أما صاحبة الرواية التي نشرت روايتين، ومجموعتي قصص قصيرة، وكتاب للأطفال تم ترجمتهم لعدة لغات مثل الالمانية، الإيطالية ، الكورية والصربيةن فقالت: ”إن القراء من مختلف دول العالم يجب أن يعرفوا أن دولة عمان لديها مجتمع أدبي نشط، مليء بالكُتاب الموهوبيين الذين يعملون من أجل فنهم“.

وقبل أن تعلم عن فوزها بالجائزة، أضافت جوخة: ”إن العمانيّين يقومون بالتضحيات ويكافحون ويجدون الفرح في الكتابة، أو في الفن وهذا شيء مشترك بين العالم كله، يدعو العمانيون من خلال كتاباتهم الآخرين للنظر لعمان بعقل وقلب مفتوح، أين كان مكان وجودك، فإن الحب والخسارة والصداقة والألم والأمل هي نفس المشاعر لدى الجميع ولا يزال أمام الإنسانية الكثير من العمل بخصوص هذا الشأن“.

شاهد أيضاً

اليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة

اقامت منظمة سايا لحقوق الأنسان والديمقراطية وبالتعاون مع وحدة تمكين المرأة في سامراء بندوة حوارية …

error: Content is protected !!