المرأة العراقية العاملة بين سندان القوانين وضآلة الفرص

صــفــا أبـــراهــيــم جــاســـم

تنبع اهمية عمل المرأة بمختلف التخصصات؛ لما له من فوائد على المجتمع بشكل عام والمرأة بشكل خاص، إذ يُساهم في تمكينها اقتصادياً، ويرفع من مستوى نمو اقتصاد المجتمع، ودعم إنتاجيته، وتحقيق المساواة بغض النظر عن الجنس.
لقد كفل الدستور العراقي لعام ٢٠٠٥ حق العمل بغض النظر عن الجنس كما ان قانون العمل رقم 37 لسنة 2015 نظم العلاقة بين العمال وأصحاب العمل ، وتضمن مواد تعالج التمييز في الاستخدام والمهنة ”سواء كان بسبب الجنس أو الأصل أو الرأي أو المعتقد أو الدين أو المذهب أو الوضع الصحي أو الاقتصادي”، ورغم وجود البيئة القانونية الضامنة لحق العمل للمرأة الا ان الأمم المتحدة اكدت من خلال دراسة منشورة لها عام ٢٠١٤ أن نسبة النساء العراقيات العاملات هي “النسبة الأقل” على مستوى العالم !! كما ان دراسات و ورش عدة لمنظمات المجتمع المدني اكدت على ضعف وجود النساء في سوق العمل وارتفاع نسبة البطالة التي ترتب عليها ارتفاع نسبة الفقر.

بهذا الصدد استطلعنا اراء شرائح مختلفة من المجتمع بصدد عمل المرأة وما المطلوب؟

الطالبة الجامعية (الاء محمد) تقول انها احلامها لن تتوقف عند حصولها على البكالوريوس لان أهدافها تتجاوز هذا وأكدت إن لديها الرغبة الكاملة في ممارسة حقوقها في حياتها العلمية والعملية وان الدراسة وسيلة لتحقيق حلمها في ممارسة المهنة التي ترغب بها .

اما الخريجة الجامعية سرى فالح تقول ان عدم توفر فرصة الحصول على العمل بسبب المحسوبية والعلاقات الشخصية والمحاصصة التي دخلت على مستويات عدة ادى الى ان تكتفي بدورها في المنزل والاهتمام بالعائلة لانها في النهاية وصلت لطريق مسدود خاصة ان نسبة البطالة في العراق في ارتفاع ولكلا الجنسين .

الموظفة (ايناس داود) التي تعمل في القطاع الحكومي تقول ان عملها اضاف لها الكثير وامن كثير من احتياجات اولادها وجعلها مستقلة ماديا قادرة ان توفر متطلباتها ومتطلبات ابنائها. وتختلف ام محمد التي تبلغ من العمر65 عاما مع رأي ايناس فتقول” ان الدراسة والعمل لن تكون مفيدة للمرأة ويجب ان يقتصر عملها داخل بيتها وان تكرس حياتها لزوجها وعائلتها” . وبهذا الصدد يؤيد الشاب (وائل عبد الله) كلام ام محمد اذ قال انه يكفي المرأة انها تعلمت القراءة والكتابة اما العمل وجلب المال هذه من مهام الرجل فقط! .

وعند سؤالنا الدكتور الجامعي (عدنان اسعد) عن هذا الاراء التي ترى ان دور المرأة يقتصر على المنزل أجاب بأن المرأة يجب ان تأخذ حقوقها كاملة وان تمنح فرصة العمل اسوة بالرجل وهذا لن يتحقق مالم يكن لديها تحصيل علمي يساعدها على ذلك واضاف انا مع تشجيع المرأة لاكمال دراستها وانه مستعد لتقديم المساعدة ومد يد العون لهن سواء كانت تريد اكمال الدراسات العيا او الجامعة او الثانوية .

ويرى الشاب (إسماعيل يوسف) أن المرأة هي كل المجتمع وليست نصفه ولذلك يجب ان تكون ذات مكانة عالية دراسيا واجتماعيا لان ذلك ينعكس على الأطفال ومستقبل البلد بأكمله.

والد الطالبة (حنان محمد) أخبرنا ان ابنتهم ستكتفي بالدراسة الجامعية وليس عليها ان تدخل الحياة العملية حفاظا عليها من المشاكل الخارجية التي من الممكن ان تتعرض لها من تحرش او إهانة وغير ذلك .

وامام خشية الاهل من تعرض ابنتهم للتحرش خلال العمل تقول المدير ة التنفيذية لشبكة صوتها ريا الخفاجي ان قانون العمل وفر الحماية الكافية للمرأة بهذا الصدد؛ فقد منع القانون التحرش الجنسي أو أي سلوك آخر يؤدي الى نشوء بيئة عمل ترهيبية، وتضيف الخفاجي كثير من العوائل والنساء لم يطلعوا على قانون العمل وما هي حقوق المراة التي ضمنها وهذا بالتالي قد يودي الى عدم استطاعة المراة حماية نفسها مالم تتسلح بالمعرفة القانونية .

كما يرى الباحث الاجتماعي (رائد سيف الدين) ان كثرة المشاكل التي تواجه المرأة في هذا الصدد وغيره تحل بأن تكون هناك توعية اكبر للمجتمع بدور المراة في مختلف الاختصاصات والقطاعات والعمل على منع تسرب الفتيات من المدارس لان التحصيل العلمي حماية وقوة للمراة واضاف رائد لابد من تفعيل قانون العمل بما يحفظ حق المرأة في كل الحالات اضافة الى ضرورة التوعية بما كفله الدستور والقانون من حقوق بهذا الصدد .

شاهد أيضاً

النساء المرشحات في العراق يواجهن معوقات وعقبات هائلة

فدوى طعمه  على الرغم من ان الدستور العراقي افسح المجال لمشاركة المرأة  في الانتخابات الوطنية والمحلية …

error: Content is protected !!