غزلان الريم النادرة.. مخاطر من الانقراض ومحاولات للإنقاذ

صوتها – بغداد

عرض أحمد علي على موقع التواصل الاجتماعيّ “فيسبوك” إعلاناً لبيع عدد من الغزلان المهدّدة بالانقراض، ليزداد أعداد الذين يبيعون الحيوانات النادرة في العراق على منصّات التواصل الاجتماعيّ.

والغزلان البريّة هي نوع مهدّد بالانقراض، مصدرها محميّة الغزلان في ديالى، فيما برزت صفحة “بيع وشراء غزلان الريم” على “فيسبوك” كمنصّة تجاريّة متخصّصة في بيع الحيوانات النادرة.

ونفى عضو مجلس ناحية مندلي حيث تقع المحميّة حيدر المندلاوي أن تكون محميّة ديالى مصدر الغزلان المعروضة للبيع، مشيراً إلى أنّ “المحميّة لها نظامها وإدارتها التي لا تسمح بتجاوزات كهذه”، وقال: “إنّ الكثير من العراقيّين من هواة الصيد ينشطون في الصحراء والبراري العراقيّة الواسعة، ويعرضون طرائدهم من طيور وحيوانات نادرة للبيع في الأسواق المخصّصة وعلى الإنترنت على حدّ سواء”.

وأضاف: “رغم أنّ محميّة ديالى ينتابها الإهمال ونقص الخبرات المتخصّصة والأيدي العاملة والخدمات الصحيّة الجيّدة، إلاّ أنّها من أكثر المحميّات في عدد الغزلان البالغة في الوقت الحاضر 110 غزلان”.

وتبدو مثل هذه الأخبار مثيرة، إذا ما عرفنا أنّ غزال الريم البريّ، الذي يتميّز بجمال الشكل والرشاقة ولونه المائل إلى الأحمر الفاتح في الظهر، في حين يكون لون بطنه أبيض، من الحيوانات التي شهدت تقلّصّاً حادّاً في أعدادها خلال العقود الثلاثة الماضية.

وأشار علي حسن، وهو أحد المشرفين على المحميّة، إلى أن المحمية “تمتدّ على مساحة تصل إلى أكثر من 500 دونم بالقرب من الحدود الإيرانيّة، وهي منطقة اشتهرت في الماضي بكثرة الغزلان التي انقرضت مع مرور الزمن”، وقال: “إنّ المنطقة بعيدة عن الناس، ولا يزورها أحد، فيما تمثّل الحيوانات المفترسة الخطر الداهم عليها لأنّها تحفر الأرض من تحت السياج المعدنيّ المشبّك لاقتحام المحميّة”.

وكحال كلّ المحميّات في البلاد، قال علي حسن: “إنّ المحميّة تدار بتقنيّات بدائيّة، وهي تخلو من كاميرات المراقبة والموظّفين الصحيّين والاختصاصيّين في تربية الحيوانات، وتقتصر على الحرّاس الذين يحمونها ويطعمون الغزلان في الوقت نفسه”.

وفي حين تشترك المحميّات في المشاكل التي تحدّث عنها حسن، فإنّ محميّة ساوة للغزلان التي تأسّست في عام 2014 على مساحة 500 دونم، تواجه أيضاً مخاطر الأمراض التي تفتك بالغزلان، وقلّة الأعلاف ونقص التمويل.

ونجحت محميّة “شناغا” في كركوك، التي تمتدّ على مساحة 2800 دونم وبدأت بـ25 غزالاً من فصيلة الريم، في إكثار العدد ليصل إلى 80 غزالاً، فيما كان للأوضاع الأمنيّة تأثيرها على أوضاع المحميّات، حيث لم تسلم الغزلان في محميّة الرطبة بمحافظة الأنبار من الإرهاب، إذ سرقت عناصر تنظيم “داعش” الإرهابي، 7 آلاف غزال في شاحنات نقلتها إلى داخل سوريا بعد انسحابها أمام تقدّم القوّات العراقيّة.

وأوضح المدير العام لدائرة التوعية والإعلام البيئيّ في وزارة الصحّة والبيئة أمير الحسّون أنّ “الاستيطان البشريّ والغطاء النباتيّ أسهما أيضاً إلى حدّ بعيد في انحسار التنوّع البيئيّ”، داعياً إلى “إصلاح البيئة، لا سيّما في المناطق حيث تتواجد الأحياء النادرة، وتفعيل القوانين التي تحاسب الذين يتجاوزون على الأحياء النادرة، لا سيّما الغزلان”.

وفي الوقت ذاته، رأى أنّ ظواهر المتاجرة بالأحياء النادرة هي “نتاج نقص في الوعي البيئيّ لدى المواطن”، معتبراً أنّ “انشغال الدولة منذ عام 2003 بالمشاكل السياسيّة والأمنيّة حال دون أن تكون معالجات البيئة في سلّم الأولويّات”، وقال: “إنّ الخطط المستقبليّة تتضمّن دعوة المنظّمات الدوليّة المعنيّة إلى مساعدة العراق في تطوير المحميّات عبر الاستثمار فيها، وتحويلها إلى مشاريع اقتصاديّة وسياحيّة مربحة”.

شاهد أيضاً

التعنيف اللفظي والنفسي.. كابوس لم يُسلط الضوء عليه

آية منصور تبدو التربوية انتصار محمد، قلقة على بعض طلابها الذين وفي كل عام دراسي، …

error: Content is protected !!